السعودية، فلسطين المحتلة/ نبأ – كتب المحلل في صحيفة “هآرتس” الاسرائلية عودة بشارات عن الدور السعودي السلبي تجاه القضية الفلسطينية منذ سنوات طويلة.
ورأى الكاتب ان رئيس “الموساد” السابق، شبتاي شبيط، الذي يطالب في دعاية حركة “ضباط من اجل أمن اسرائيل” باستغلال نافذة الفرص وتأييد المبادرة العربية ان تمنح السعودية الآن نفس الدور الذي لعبه الرئيس المصري حسني مبارك من اجل توقيع ياسرعرفات على اتفاق القاهرة في عام 1994م. وهو الدور الذي يجب ان تلعبه السعودية الان لاخضاع رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن.
وأضاف الكاتب بقوله “ان المشكلة هي أنه اذا تم اخضاع الفلسطينيين مرة اخرى فانهم سيستوون مع الارض. الآن يمكننا فهم لماذا تلونت كل البلاد بألوان السعودية. ولماذا تتفاخر المصادر الرسمية بالعلاقة الآخذة في التبلور مع دول الخليج وكيف أن آخرين، بما في ذلك اشخاص في المعارضة، يطالبون باقامة تحالف مع “الدول السنية”. ولكن الفلسطينيين الذين يعانون من “اخوانهم” العرب يعرفون جيدا ما هو نظام العصور الوسطى السعودي”.
وتابع الكاتب بالقول: “إن المؤرخ عبد المجيد حمدان طرح في أحد كتبه صورة لبرقية للملك السعودي عبدالعزيز في بداية القرن الماضي والتي جاء فيها: “بسم الله الرحمن الرحيم، أنا السلطان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود، أُقر وأعترف ألف مرة أمام السيد بيرسي كوكس، ممثل بريطانيا العظمى، بأنني لا أمانع من اعطاء فلسطين لليهود المساكين أو لغيرهم، كما تراه بريطانيا مناسبا، والتي سأخلص لها الى الأبد”. ولكن حينما طلب الوفد الفلسطيني في عام 1947م تأييد ابن سعود اشار الى عينه الزجاجية وقال “فلسطين هي بؤبؤ عيني”، وهذا هو التلون بأقصى صوره، بحسب الكاتب.
بعد ذلك، في 1948م كانت السعودية هي العمود الفقري لرفض قرار التقسيم. وبهذا خدمت دافيد بن غوريون الذي كان يبحث عن مبرر للسيطرة على اراضي الدول العربية.
وفيما بعد، تبين طابع “التهديد” العربي لقيام دولة اسرائيل في 1948م. وثائق تلك الايام تكشف عن الدور الذي لعبه الزعماء العرب. فمن جهة اعلان الحرب الكلامية ومن جهة اخرى التعاون مع بريطانيا والحاضرة اليهودية في فلسطين. وهم يحاولون الآن اعادة عجلة التاريخ، لكن في هذه المرة سيتم استخدام العصا السعودية بشكل علني. وهذا افضل! اذ يجب عدم تقسيم الناس حسب اصولهم، بل حسب اعمالهم.