السعودية، تركيا/ نبأ – لا يبدو وصف العلاقات السعودية التركية بالاستراتيجية دقيقاً.
محاولات تمتين الروابط بين البلدين، عبر انشاء مجلس التعاون الاستراتيجي اواخر العام الفائت 2015م، لا تبدو أنها نجحت. وقد ظهر ذلك جليّا من خلال البرودة السعودية في التعاطي مع محاولة الانقلاب منتصف شهر يوليو الفائـت.
وبينما كانت الدول تسارع الى اصدار الادانات منذ الساعات الأولى، وارسال مبعوثيها للتضامن مع حكومة أنقرة، تأخرت الرياض 48 ساعة في إصدار إدانة واكتفى ملكها بإجراء اتصال هاتفي بالرئيس التركي.
هذا على الصعيد الرسمي، أما على صعيد الإعلام السعودي، الذي يمكن وصفه بشبه الرسمي، فقد اتخذ مواقف وُصفت بالمؤيدة للإنقلاب. وقد تعرضت قناة “العربية” السعودية لانتقادات شديدة على خلفية تغطيتها لأحداث الإنقلاب بداية، ثم قيامها بإجراء مقابلة مع الداعية التركي فتح الله غولن الذي تتهمه سلطات أنقرة بالوقوف خلف محاولة الانقلاب.
ورغم حذف القناة في وقت لاحق المقابلة من موقعها الالكتروني وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تعرضت لهجوم من احد مستشاري أردوغان الذي اتهمها بأنها اختارت أن تكون أداة لنشر خطاب لإرهابي، واضاف المستشار الذي رفض التصريح عن اسمه، أن بث القناة للمقابلة مع غولن يشكل عدم احترام لارادة الشعب التركي، وقال ان بلاده تتوقع من حلفائها ووسائل الإعلام إدانة قوية ومباشرة للانقلاب، فضلاً عن تقديم الدعم حتى يلقى الجناة العدالة، حسب تعبيره.
لكن “العربية” لم تكن وحدها في ميدان الترويج لمعارضي أردوغان، فالصحف السعودية هاجمت سياساته الجديدة بعد الانقلاب والمتمثلة في التفاهم مع موسكو وطهران، كما نشرت صحيفة “الشرق الاوسط” المملوكة بمعظمها لولي ولي العهد محمد بن سلمان، تقاريراً ترويجية لمعارضين اتراك.
تتلاقى هذه المعطيات مع الأنباء التي اشارت الى تورط دول عدة في محاولة الانقلاب، ويُنقلُ عن أردوغان اتهامه للولايات المتحدة والسعودية بالوقوف خلف الأمر.
في المحصلة فإن مراقبين يعتبرون ان التلاقي بين البلدين في العامين الماضيين 2014م و2015م، لم يكن على أهداف استراتيجية، انما جرى لتلاقي مصالحهما الجزئية في سوريا، كما كانت محاولة من الرياض لإنشاء تحالف طائفي ضد ايران.