الأردن/ نبأ – ناهض حتر صريعا على مدرج قصر العدل في عمّان حُكمُ الفكرِ الظّلاميِّ الرافض لكل شيء.
صباح الأحد 25 سبتمبر/أيلول 2016م، أمام قصر العدل في منطقة العبدلي في وسط العاصمة الأردنية عمّان، كان الكاتب والمفكر الأردني المثير للجدل ناهض حتر يهم بصعود درجات المدخل الرئيسي للمحكمة، اقترب منه رجل خمسيني ملتح يلبس دشداشة وأخرج مسدسا من كيس كان يحمله وعاجله بثلاث رصاصات في الرأس من مسافة متر بعد أن نادى عليه باسمه. سقط ناهض حتر فصاح القاتل مكبِّرا.
جريمة مروِّعة على بوابة قصر العدل في عمّان تشكل سابقة خطيرة في تاريخ الأردن وتعيد إلى الواجهة عمليات الاغتيال السياسي.
عملية الإعدام في وسط عمّان نفّذها بدم بارد رياض اسماعيل، وهو إمام مسجد في منطقة حي الزغاتيت شرق العاصمة الأردنية، كان قد عاد للتو من رحلة عمرة إلى السعودية.
خلال استجوابه أفاد اسماعيل أنه لم يكن يعرف أو يسمع بالكاتب حتر لكنه خطط لاغتياله منذ فترة وقام بالبحث عن صورته على شبكة الإنترنت بعد إعادة نشره رسما كاريكوتوريا على صفحته في “فيسبوك” قبل شهر.
ورغم أن الخلفية التنظيمية للقاتل لم تتضح بعد إلا أن خطاب الكراهية ضد حتر وحملة التحشيد التي تعرض لها ورفاقه طوال شهر أغسطس/آب 2016م تحسم الجدل بكون المأساة أكثر من شخصية.
كان نهض حتر يعرف أن اغتياله وارد لكن صوته الصادح لم يخفت ولا غير هذا شيئا في ثبات موقفه بل ظلّ متمرّدا حتى الموت. تهدد الظلامية الإنسان والعقل والفكرة بالسقوط النهائي. الرجل المفكر قتله رجل جاهل في وضح النهار وعلى مرأى من رجال الشرطة. رفضا للاختلاف ورفضا لكل ما هو آخر.