السعودية/ نبأ – الثالث من نوقمبر/تشرين الثاني عام 2014م، الساعة 11.30 ليلة العاشر من محرم، وبعد انتهاء أهالي الدالوة شرقي الأحساء من مراسم العزاء في حسينيتهم، فاجأهم ثلاثة مسلحين برشاشات، تقدموا باتجاه الخارجين من الحسينية وأطلقوا النار عليهم بشكل عشوائي. سقط خمسة شهداء وتسعة جرحى كحصيلة أولية.
خلال فترة وجيزة ملأ رجال الأمن البلدة وانصرفت قوات الأمن السعودية لملاحقة المشتبه بهم. وخلال أقل من 48 ساعة حصلت مواجهات أمنية في 5 مناطق متباعدة جغرافيا (الأحساء – الرياض – بريدة – الخبر – شقراء والبدائع) وأُعلن إلقاء القبض على 20 إرهابياً ومقتل ثلاثة آخرين.
تزامن الهجوم على حسينية المصطفى مع إبلاغ السلطات الأمنية للخطباء ورجال الدين الشيعة في المنطقة الشرقية بالحذر من أمرٍ يُحَضّر لليلة العاشر من مُحرّم والتي يشهد حضورها الذروة. رغم هذا لم تشهد المنطقة أي تدابير أو احترازات أمنية غير اعتيادية.
إبلاغ خطباء الحسينيات عن الأمر سابقا، وسرعة المداهمات اللاحقة زمنيا والمتباعدة جغرافيا عن مكان وقوع الجريمة أثارت تساؤلات عما إذا كانت السلطات على علم مسبق بخلية تحضر لعمل إرهابي من دون أن تتخذ أي خطوة رسمية استباقية قبل وقوع الجريمة.
أعقب الاعتداء موجة شجب من قبل مكونات المجتمع السعودي كافة على اختلاف توجهاتها الفكرية ما يعكس حساسية الحدث وجديته.
أصدر عدد من علماء الدين في المنطقة الشرقية بيانا يؤكد أهمية الحفاظ على امن المجتمع ووحدته وعدم التعرض للسلم الأهلي محذرين من خطاب الكراهية والشحن الطائفي الذي يحرك عصابات التكفير المسؤولية عن الاعتداء.
ركزت التصريحات الرسمية على مسألة ملاحقة الإرهابيين. الرواية الرسمية لوزارة الداخلية سوقت لجدية السلطات السعودية في مواجهات الجماعات التكفيرية والمسلحة في الداخل في استثمار إعلامي واضح لحماية صورتها الدولية.
في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني أعلن وزير الإعلام والثقافة عادل الطريفي عبر حسابه على تويتر إغلاق مكتب قناة “وصال” في الرياض، ومنع بثّها من المملكة، باعتبارها قناة تمارس التحريض وبثّ خطاب الكراهيّة الطائفيّة.
ولاحقاً، تمّت إقالة الوزير في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، وعادت القناة إلى البثّ من مكاتبها في الرياض، في خطوة غير مفسرة. باعتبار هذه الخطابات مسؤولة في شكل مباشر عن اعتداء الأحساء.
في 24 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت الداخلية إغلاق ملف الحادث باعتباره نفذ من قبل أربعة أشخاص على ارتباط بتنظيم “داعش” وقد ساهمت ملاحقتهم بالقبض على مشبته بهم أخرين.
خلافا لما أرادت الداخلية تصويره لك يكن اعتداء الدالوة شرقي الأحساء حادثا عرضيا بل مقدمة لسلة حوادث أمنية في المنطقة الشرقية وعدد من الدول المجاورة.