مصر/ نبأ – لا اتصالات تجري على خط العلاقات السعودية المصرية منذ انتشار أخبار توتر العلاقات في وسائل الإعلام. انقطاع التواصل بين المسؤولي البلدين يشي بجدية الخلاف وعمقه.
تشير مصادر رئاسية مصرية لوسائل الإعلام إلى أن تعنت ولي ولي العهد السعودي بسبب خلافه الشخصي مع الرئيس المصري هو ما يقف عائقاً في سبيل تحريك الصالحة وتفعيل المبادرة الإماراتية الأخيرة.
لكن الإعلان السعودي عن أن إمدادات شركة “أرامكو” لم تتوقف كليا وأن الاتفاقية التي يفترض أن تستمر لخمس سنوات مع مصر لم تلغ يعني تجميد أي خطوات تصعيدية في الخلاف السعودي المصري.
وبالتوازي مع التحركات السعودية السياسية والديبلوماسية باتجاه القاهرة تتحرك الأخيرة في غير اتجاه. تقطع مصر الطريق على السيناريو السعودي الغامض وتبادر للتحرك في خطوة استباقية من دون أن تنتظر قرار استئناف المساعدات الاقتصادية من عدمه.
إذ نشطت خلال الساعات القليلة الماضية المباحثات المصرية العراقية الأردنية لتعيل التعاون الإقليمي بين الدول الثلاث ودعم التعاون المشترك في الأنشطة البترولية وإعطاء دفعات للمشروعات النفطية المشتركة.
بالنسبة إلى القاهرة فإن امتناع أرامكو عن إرسال إمدادات نوفمبر يسبب ارتباكا كما يثير مخاوفها من العجز عن إمكانية الوفاء باحتياجات السوق من المواد البترولية. أزمة الوقود المحتملة دفعت مصر للتحرك الاحتواء الأزمة ومن خارج إطار علاقتها بالسعودية.
ليست القاهرة بوارد انتظار انجلاء غموض الرياض بشأن استئناق شحنات البترول أو تحديد موعد لذلك. تحرك وزير البترول المصري خالد الملا سريعا باتجاه العراق والأردن لدراسة إمكانية إنشاء خطوط لإمداد القاهرة بالنقط.
بدائل الإمدادات البترولية السعودية دفعت مصر لفتح آفاق جديدة مع لعراق والأردن. لم تنجح السعودية بابتزاز القاهرة بالمساعدات الاقتصادية لاستدراج مواقف سياسية تتعارض مع الأمن القومي المصري. انقلبت القاهرة بالسياسة على السعودية وهي ربما تنتقل تدريجيا إلى المقلب الآخر للرياض حيث مصالحها الاقتصادية والأمية والسياسية.