فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية أثار تساؤلات عديدة حول مستقبل السياسية الأميركية في الشرق الأوسط، لا سيما تجاه سوريا في الوضع الراهن.
على وقع أصوات الانفجارات في سوريا، دوّى هدير فوز الجمهوري دونالد ترامب في العالم. الفوز الذي قلب التوقعات رأساً على عقب، أوصل الى دمشق برهة، لتتنفس الصعداء. دمشق التي توقعت كغيرها من دول العالم وصول الديمقراطية هيلاري كلينتون الى البيت الابيض، وبالتالي استمرار لعبة واشنطن لتحريك الشرق الاوسط وفق مصالحها، تبددت واختفت مع اعلان فوز ترامب.
قبيل نهار الانتخابات، أشار السفير السوري لدى بكين عماد مصطفى وهو الذي كان سفيراً سابقاً لدى واشنطن، الى أن كلينتون ستعمل على "تأجيج الصراع" في سوريا، موضحاً أن "تأجيج الصراع ينعكس في مزيد من دعم الإرهابيين تحت مُسمّى المُعارضة المعتدلة". وبيّن أن وصول كلينتون ودعم المعارضة يعني تزويدهم بالأسلحة والمال، وأيضاً استخدام القوة الأميركية "عن طريق الخطأ" أو "عن قصد".
ومع وصول ترامب الى سدة الرئاسة، فإنه "سيعمل منذ البداية على الالتزام بنهجه السياسي المُتمثّل في عدم التدخّل في الصراع السوري"، وإن لم يستبعد أن "تدفع أجهزة الأمن القومي الأميركية ترامب تدريجياً إلى العمل وفقاً لمُخطّطها"، وفق مصطفى.
مراقبون أشاروا الى أن وصول ترامب ولّد راحة لدى سوريا المنهمكة في الحرب منذ السنوات الست الماضية، خاصة أن الرئيس الجديد وضع على رأس اولوياته مكافحة الإرهاب، وأكد ذلك في المناظرة الثانية مع منافسته مشيراً إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد "رجل سيئ" لكنه يجيد "قتل الإرهابيين".
يشدد ترامب على ضرورة تركيز اهتمام واشنطن على معالجة القضايا الداخلية، بدلاً من "بناء دول" في الخارج، لافتاً إلى أن سياسة أوباما في سوريا غير المدروسة، معتبراً أن هزيمة تنظيم "داعش" تحظى بالأولوية على إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي.