تسعى بريطانيا للعودة بقوة إلى الشرق الأوسط من البوابة الخليجية. وفي زيارة لا تخلو من عناوين مكافحة الإرهاب والحفاظ على أمن الخليج، تسلمت بريطانيا قيادة قوة بحرية أميركية في المنطقة لأول مرة.
مودة اسكندر
من على متن أكبر بارجة حربية بريطانية، والموجودة في البحرين، ظهرت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، لتؤكد أن أمن الخليج اليوم هو من أمن المملكة المتحدة.
وظهرت ماي، المتهمة وبلادها بتمويل الحرب السعودية على اليمن، والمسؤولة عن جرائم ابادة بحق اليمنيين، لتتحدث بعبارات فضفاضة عن أملها في أن تشكّل الزيارة بداية لفصل جديد من العلاقات بين المملكة المتحدة والخليج.
ربما الأرقام وحدها كفيلة بتبرير السعي البريطاني وراء الخليج، والحاجة إلى بقرة حلوب يؤمن لها ما خسرته عقب خروجها من البريكست. إذ يبلغ حجم التبادل التجاري بين دول الخليج وبريطانيا نحو 22 مليار دولار سنوياً، حيث تسد دول الخليج حاجات بريطانيا من النفط والغاز الطبيعي، فضلاً عن الاستثمارات الخليجية الكبيرة لديها.
وبحسب صحيفة “ذي غارديان”، فإن رئيسة الوزراء البريطانية أعربت عن أملها في عقد صفقة تجارية “طموحة” بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، وأشارت إلى أن دول الخليج “تعد أكبر مستثمر في بريطانيا، وثاني أكبر سوق تصدير لدينا، خارج أوروبا”.
ولا تخفى أهمية التعاون العسكري مع دول الخليج، إذ بلغ الإنفاق العسكري لعام 2016م في السعودية وحدها 87 مليار دولار، أي ما يعادل 13.7 في المئة من ناتجها المحلي، لتحل ثالثة بعد الولايات المتحدة وروسيا.
وفي هذا السياق، وبعد إعلان ايران الأخير عن السيطرة على مضيق هرمز، تسلمت بريطانيا قيادة فرقة العمل “تاسك فورس 50” التابعة للبحرية الأميركية، لتصبح مسؤولة عن قيادة السفينة الحربية وحاملة الهيلكوبتر البريطانية “أوشن” إلى جانب ثماني سفن ومدمرات أخرى، في خطوة تؤشر إلى محاولة بريطانية أميركية لمنع وجود فراغ أمني بحري في المنطقة عبر هذا التناوب.
وأفادت صحيفة “ديلي ميل” أن “أوشن” ستركز على أمن النشاط البحري في مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس، فيما ذكرت صحيفة “التايمز” أن المدمرة البريطانية لن تشارك في العمليات لكنها تستضيف مركز القيادة لسبع قطع بحرية في منطقة الخليج.