تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري عن "الشراكة مع السعودية" لا تحجب الجفاء القائم بين البلدين

مصر تفترق عن السعودية وتقترب من سوريا

أمام تحطم المشاريع السعودية والقطرية والتركية على وقع التغيرات الميدانية في سوريا، ترسم مصر خريطة جديدة في تحالفات في المنطقة.

تقرير دعاء محمد

ألمح الرئيس السوري بشار الأسد إلى تحسن بطيئ في علاقات بلاده مع مصر سيساهم في إعادة رسم المنطقة وجبهاتها سياسياً واستراتيجياً.

فبعد أيام على رفض الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وإزالة الفتور في العلاقات بين البلدين، انعكست التقارير الإعلامية التي تحدثت عن تقدم القاهرة تجاه دمشق إلى التصريحات الرسمية.

وتحدث الأسد عن ضغوط تعرضت لها مصر من قبل ما اعتبرها “مشيخات الخليج” دفعها في العلن بعيداً عن دمشق في السابق. وجاء تصريح الأسد بعد تقارير متتالية أكدت إرسال القاهرة قوات مؤلفة من ضباط إلى قواعد روسية في سوريا، وكذلك بعد تصريحات السيسي حول دعم الجيش السوري في وجه الإرهاب.

وبالرغم من نفي جهات مصرية إرسال قوات عسكرية إلا أن مصادر مطلعة أكدتها وأشارت إلى أنها مع بداية عام 2017م ستزيد المشاركة خاصة مع التغيرات في خريطة التحالفات.

لم يكن اتضاح صورة التحالفات الجديدة في المنطقة خاصة مع تقدم النظام السوري ضد الجماعات الإرهابية في الميدان بعيداً عن التغيرات الدولية. فمع ظهور نتائج الإنتخابات الرئاسية الأميركية كان السيسي أول المهنئين لدونالد ترامب بعد نجاحه، حيث اعتبرت تقارير إعلامية أنه سيكون من أقرب الرؤساء العرب إليه.

كذلك اعتبر مراقبون أن الرئيس المصري الذي بات مقرباً من موسكو يطرح نفسه وسيطاً دولياً، ولاعباً مقبولاً في ظل المتغيرات السياسية في العالم.

وكسر الملك السعودي سلمام بن عبد العزيز من الإمارات آخر حجر كان يسند جرة العلاقات مع مصر التي تكلفت عليها الرياض مليارات الدولارات، فهل ستكون هذه الخطوة الدفع الأخير للنظام المصري في رسمه مستقبل جديد لتحالفات المنطقة؟

بالتأكيد أن لمصر طموح منافس للسعودية في التأثير في أزمات الشرق الأوسط، بمعزل عن تأكيدات وزير الخارجية المصري سامح شكري على “الشراكة مع السعودية”، وقوله إنه “من دون مصر والسعودية، لا يمكن مجابهة التحديات في المنطقة”، ثم إن تصريح شكري بأن “الاختلاف في الرؤى أمر طبيعي” بين بلده والسعودية، وأن “الأهداف الاستراتيجية واحدة”، لا ينبىء بتحالف كامل بين البلدين.

وتأتي تصريحات شكري بعد تداول تقارير عن طلب تقدمت به الرياض لوفود الوساطة بين البلدين، يتعلق بضرورة إقالة وزير الخارجية المصري قبل تسوية الخلاف مع القاهرة.