تمضي وزارة التعليم في إجراءات التقشف ضمن “رؤية 2030م”، فيما بلغ عدد المقدمين للتقاعد المبكر للمعلمين والمعلمات، في عام 2016م، 18.9 ألف معلم ومعلمة، يتخوّفون من فصل بدل التدريس عن الراتب الأساس في الراتب التقاعدي، وهو ما يمثل 19 في المئة من راتب المعلم.
تقرير سهام علي
أصابت إجراءات التقشف في السعودية بعدما سجلت المملكة عجزاً قياسياً بلغ قرابة مئة مليار دولار في عام 2015م قطاع التعليم الذي كان يستحوذ على نسبة عالية من ميزانية الدولة، حوالي 210 مليارات ريال أي حوالي 24 في المئة من ميزانية الدولة لعام 2014م، على الرغم من أنّ الميزانيات السابقة المرصودة للتعليم في السعودية لم تحقق الحد الأدنى من أهدافها، بحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
ومن بين القرارت التي اتخذتها وزارة التعليم لخفض الإنفاق وزيادة الإيرادات إيقاف الصلاحيات الممنوحة للمسؤولين كافة في ما يتعلق بالانتدابات والتكليفات ومكافآت العمل خارج وقت الدوام الرسمي، وعدم وجود مخصص مالي للتدريب في بيان المخصصات المالية لإدارات التعليم.
كما ألغت الوزارة إشعارات القبول بمعهد الإدارة، بعدما كان المتقدمون للمعهد يحصلون على انتدابات ومكافآت وتذاكر سفر، غير أن خطة التقشف دفعت الوزارة لإلغاء هذه المميزات.
وأصدرت وزارة المال السعودية في نوفمبر/تشرين الثاني 2016م قراراً بإيقاف التعاقد مع أساتذة الجامعات المتعاونين وإيقاف الساعات الزائدة عن كل عضو هيئة تدريس بهدف “تقليل المصروفات”.
وفي ظل هذه السياسة وارتداداتها على الموظفين، كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم مبارك العصيمي أن عدد المقدمين للتقاعد المبكر للمعلمين والمعلمات في عام 2016م بلغ 18.9 ألف معلم ومعلمة، مع اقتراب موعد إعلان نتائج اجتماع اللجنة الثلاثية المكلفة بوضع سُلَّم رواتب المعلمين والمعلمات.
ويترقب أكثر من 500 ألف معلِّم ومعلمة مصيرهم ولا أحد يعلم تحديدًا متى تنتهي تلك اللجنة، ما بين متوقع أنه سيتم وضعهم على سُلّم المراتب بدلاً من سُلّم المستويات التعليمية، وهذا يعني خصم بدل التدريس، الذي يعول عليه كثيرٌ المعلمين والمعلمات في عدم خصمه أو المساس به.
ويتخوف المعلمون والمعلمات عن احتمال أن توصي اللجنة، بفصل هذا البدل عن الراتب الأساس في الراتب التقاعدي، وهو ما يمثل 19 في المئة من راتب المعلم، في حين هناك من سيجد صعوبة في التعايش مع الانخفاض الذي سيطرأ على الراتب التقاعدي.
وكانت وزارة التعليم قد أوقفت بدل العلاج النقدي عن المبتعثين في الولايات المتحدة ما أثار مخاوفهم، فيما تحتل السعودية، المرتبة الأولى في عدد الطلبة المبتعثين مقارنة بالسكان والثالثة عالمياً، حيث يبلغ عدد المبتعثين السعوديين نحو 207 ألف طالب.