يرى مراقبون أن اتفاق أوبك الأخير مثّل تحالفاً نفطياً بين روسيا والسعودية، في حين أميركا على موعد قريب من بدء عهد جديد بتولى الرئاسة دونالد ترامب، الذي لم يسلم النفط السعودي من تصريحاته المثيرة للجدل. أهو تحالف روسي سعودي أم تراجع سعودي عن الحرب النفطية لمصلحة أميركا في الوقت بدل الضائع؟
تقرير دعاء محمد
اندفعت الرياض إلى اتفاق نفطي دولي هو الأول منذ 15 عاماً، لتنهي سياسة إغراق السوق التي انتهجتها منذ سنتين. وبعيداً عن احتمالات تطبيق الاتفاق العالمي الذي تعهدت السعودية بالمضي به، فإنه أظهر أن المملكة تتجه عكس القرارات السابقة.
واعتبر محللون أن قرار الدول المنتجة للنفط هو نتاج مشاورات سعودية روسية بصفتهما أكبر المنتجين، ستتنتج تحالفاً جديداً في مجال الطاقة. إلا أن التقارير التي وثقت الوضع الإقتصادي والسياسي الذي تعيشه السعودية تشير إلى أن أسباب تغيير نهجها له أسباب أعمق من الاتفاق مع روسيا.
وكان مراقبون قد أشاروا إلى أن الرياض التي مضت في رفع إنتاجها بالرغم من انهيار أسعار النفط، أرادت تحقيق عدد من الأهداف في إطار حرب باردة نفطية لخنق روسيا وإيران وبتنسيق كامل مع الولايات المتحدة.
وقد تزامن تجاهل الرياض لانهيار الأسعار خلال سنوات مع المحادثات النووية الإيرانية التي توصلت إلى رفع العقوبات عنها، وتزايد حدة الخلافات بين البلدين، إضافة إلى إشتعال جبهات عدة من سوريا إلى اليمن والعراق.
وأظهر هذا الواقع أن السياسة النفطية للسعودية محاولات للضغط على خصومها اقتصادياً، مقابل تداركها ذلك برؤية جديدة بعيدة عن النفط وتغيير طاقم وزارة الطاقة القديم وعلى رأسه علي النعيمي.
لم تحمِ محاولات الرياض استدراك الانهيار في الأسعار اقتصادها الذي هدد بالانهيار كما أنها تحد العجز المتزايد في ميزانيتها. وإضافة إلى العقبات الإقتصادية، دفع نجاح دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية السعودية إلى إعادة النظر في سياستها، خاصة أن ترامب كان قد هدد خلال حملته بإيقاف استيراد النفط الخليجي.
أثبت الاتفاق النفطي العالمي أن خيارات السعودية المتاحة فرضت عليها سياسة جديدة تتدارك فيها الخسائر، ليكون سؤال المرحلة المقبلة: هل ستمضي الرياض به أم أن أحداث المنطقة ستكون أسرع وأقوى؟