تساؤلات كثيرة تُطرح عن دور الأكراد في معركة الموصل والأهداف الكامنة وراء الدعم الأميركي لها، في حين تمثل قوات “البشمركة” في شمال العراق و”قوات سوريا الديمقراطية” شمال سوريا جيشاً مستقلاً يزيد على ربع مليون مقاتل مدرب وممول أميركياً.
تقرير سهام علي
مع تقدم الجيش العراقي في شرق الموصل بعد أكثر من 50 يوماً على انطلاق المرحلة الأولى من العمليات، وصل وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، يوم الأحد 11 ديسمبر/كانون الأول 2016م، إلى بغداد، وأكد خلال لقائه رئيس الإقليم الكردي مسعود بارزاني أن بلاده ملتزمة بدعم قوات البيشمركة عسكرياً ومالياً.
وتهدد النوايا الكردية بالبقاء في مناطق النزاع بالرغم من تحذيرات بغداد بإشعال صراع من جديد بعد هزيمة “داعش” في الموصل، بما يعيد إلى الواجهة النزاعات الطويلة الأمد على الأرض والنفط والسلطة السياسية.
وعندما وصل قائد قوات “البشمركة” نبي أحمد محمد إلى بعشيقة شمال العراق خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2016م، كان يعلم أنه سيبقى هناك. يضع الجنود الأكراد اليوم خططاً للبقاء على نحو دائم في المدينة.
ويقول محمد: “سنقاتل من أجل هذا المكان في المستقبل ضد أي عدو سواء “داعش” أو أي أحد آخر”. ووفقاً لصحيفة “واشنطن بوست”، فإن قوات “البشمركة” سيطرت على نصف مساحة إقليم كردستان المتعارف عليها، مشيرةً إلى أنّ تصريحات المسؤولين الكرد تلفت الانتباه إلى عدم نية “البشمركة” الانسحاب منها.
واعتبرت الصحيفة أن تمدد “البشمركة” في العراق والقوات الكردية المدعومة من الغرب في سوريا “احتكاك مقصود” لمصلحة تحقيق حلم الدولة الكردية. ويرى مراقبون أن الخطوات الأولى لتحقيق الحلم يبدأ بتقسيم محافظة نينوى الى عدد من المحافظات، ومن ثم تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي للتوصل إلى حل حول المناطق المتنازع عليها. وبالنتيجة، تتحول نينوى إلى محافظات عديدة عن طريق الاقتراع، ويحظى هذا السيناريو بدعم أميركي.
وترمي واشنطن إلى تقسيم نينوى لتصبح صحراء نينوى، التي يسكنها عدد كبير من المسيحيين، محافظة مستقلة تلتحق بإقليم كردستان عن طريق الاقتراع. وربما يحصل هذا السيناريو على دعم من تركيا والسعودية أيضاً.
بالنظر إلى السيناريوهات المذكورة آنفاً، يمكننا توقع مشاركة مجموعة من اللاعبين المحليين، الإقليميين والعالميين في التفاوض حول مستقبل الموصل، ربما هو ما دفع واشنطن للبقاء في العراق حتى بعد تحرير المدينة.
في غضون ذلك، تصدى “اللواء التاسع بدر” المنضوي تحت جناح قوات “الحشد الشعبي” لهجمات تنظيم “داعش” في منطقة الشراع الجنوبية محاصراً عناصر التنظيم في مناطق ضيقة بعيدة عن الحدود السورية.
ومنعت قوات “الحشد” هروب “داعش” نحو مدينة الرقة السورية بالقرب من الحدود بين تلعفر والرقة. وزار الأمين العام لمنظمة “بدر” هادي العامري المناطق التي تمت السيطرة عليها أخيراً واطلع على سير العمليات العسكرية.
كما سيطرت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على ستة قرى في الريف الغربي لمدينة الرقة شمال شرقي سوريا، بعد اشتباكات عنيفة مع “داعش” في إطار المرحلة الثانية لحملة “غضب الفرات”.
وقال المكتب الإعلامي لـ”قسد” إن “قوات غضب الفرات تمكنت في الـ24 ساعة الماضية من التقدم لمسافة ثماني كيلومترات، وتحرير قرى ميروانية، جبل كراجا، همير كبير، همير صغير، قرفدان، درانيا، في حملتها الرامية لتنظيف غرب مدينة الرقة منطلقين من محوري قادرية وكردوشا الواقعتين في جهة سد تشرين”.
وشدد رئيس المكتب السياسي لـ”المقاومة الوطنية السورية” في حديث إلى وكالة “يونيوز” ريزان حدو على أن “المقاومة حين تشكيلها لم يكن لها أية أهداف للوصول إلى مناصب حكومية بل جاءوا للعمل كوسطاء بين الفرقاء”.
ونوه حدو إلى أن “المقاومة تملك علاقة مع الحكومة السورية وجهات معارضة أخرى تشاركهم نفس الأهداف”. وحول الأكراد ومتطلباتهم الأخيرة، أكد حدو أنهم “سيقاوموا أي مشروع تقسيمي يهدد سوريا إن كان عربياً أو كردياً”.
وفي ما يتعلق بالفدرالية التي أعلنتها أحزاب كردية في الشمال الشرقي لسوريا، أوضح حدو موقف المقاومة برفض أي مشروع تقسيمي مؤكداً أنها “ستتصدى له بغض النظر عن الجهة” التي تقف خلفه.