“التايمز”: تفريخ وتصدير الجهاديين صناعة محلية بريطانية

السعودية / نبأ – أكّدت عدد من الصحف البريطانية في مقدمتها “التايمز” و”الديلي تلغراف”، على فشل الحكومة البريطانية في معالجة قضايا الشباب الجهاديين، الذين ينطلقون من الأراضي البريطانية إلى مناطق الصراع، من أفغانستان للعراق وسوريا والصومال. واعترفت الصحف البريطانية بأن “الجهاديين البريطانيين صناعة محلية”، وقالت إنه انعكاس للقلق الذي يعتمل في نفوس البريطانيين من استشراء الظاهرة، وجاءت افتتاحية صحيفة التايمز بعنوان: “الجهاد المصنوع محليًّا”، وناقشت سبل “إيقاف تصدير الإرهاب من بريطانيا”.

ونقلت “التايمز” في افتتاحيتها عن أحد “الجهاديين البريطانيين” قوله إنّ “القتل باسم الله يختلف عن القتل بلا هدف”، ويضيف أن “الوجود في منطقة حرب شيء جميل”، ووصفت الصحيفة هذا الكلام بـ” لغة الجهل والبربرية”. وقالت: “لكنها لغة الدعاية الناجحة في حرب دعائية خسرتها بريطانيا”، ورأت الصحيفة أن بريطانيا أصبحت “مفرخًا للإرهابيين”، الذين يسافرون إلى سوريا والعراق، ثم يبدأون بتجنيد آخرين، وأنه يجب مواجهة الخطر الأمني الذي يشكله هؤلاء الإرهابيون حين عودتهم إلى بريطانيا، من خلال سنّ قوانين جديدة والاضطلاع بدور أنشط في العراق.

ودعت الصحيفة إلى مواجهة خطر الإرهاب بسن قوانين أكثر صرامة، كما يجب تجفيف موارد الإرهاب بأن يتغلغل القائمون على ذلك في المجتمعات التي ينشأ فيها الإرهابيون بشكل أكثر فاعلية. وانتقدت “التايمز” في الافتتاحية قرار الحكومة عدم المشاركة المباشرة في ما يجري في العراق، وقالت إنّ النشاط العسكري في العراق قائم، حتى ولو اقتصر على قوات خاصة، وحتى لو لم تتمكّن الحكومة من الإعلان عن ذلك، لكن يجب على الحكومة عمل المزيد لهزيمة مقاتلي الدولة الإسلامية.
أما صحيفة “الديلي تلغراف”، فقالت “إن لم نفعل شيئًا، فسنشجع الإرهاب على الاقتراب من أبواب منازلنا”. وقال عمدة لندن بوريس جونسون في مقاله بالصحيفة: “لقد استمعت إلى قاتل جيمس فولي وعرفت لهجته البريطانية. إذن هو تعلم في مدارسنا واستخدم نظامنا الصحي واستفاد وعائلته من نظام الرفاه الاجتماعي، ثم قرر أن يسدد لنا الفاتورة، بهذه الطريقة”، ويضيف الكاتب قائلًا: “يقال لأمثال هذا القاتل إنهم في حال موتهم فسوف يحظون في الحياة الأخرى باثنين وسبعين عذراء، ونحن لا نهتم بما سيجري مع هؤلاء في السماء، بل نركز اهتمام على الوضع الذي يخلقونه على الأرض”.

ويتابع بوريس مقالَه فينحي باللائمة على الحرب التي شنتها بريطانيا والولايات المتحدة على العراق بهدف إطاحة حكم صدام حسين، ويرى أنها لعبت دورًا في إنتاج الوضع الحالي، ويتساءل كيف يمكن التأكد أنّ تدخّلًا مشابهًا لن يكون له هذه المرة أيضًا أثر عكسي؟ ويقدم جونسون نصائحه في المقال من أجل تجنب الأخطاء السابقة.
(نبأ / تايمز/ ديلي تلغراف)