بينما يتحضر البحرينيون لإحياء ذكرى الشهداء بمسيرات وفعاليات تعمّ المناطق كافة، توفي الطفل عباس محمد الخباز الذي حرمته السلطات من السفر للعلاج من مرضه، لينضم إلى قافلة الشهداء في البحرين.
تقرير سناء ابراهيم
على بُعد أيام من إحياء ذكرى عيد الشهداء في البحرين، توفي نجل المعتقل محمد الخباز إبن الأربع سنوات بسبب مماطلة السلطات واستخدامها لأسلوب الابتزاز بحق عوائل المعتقلين.
وتوفي الطفل عباس نجل المعتقل محمد الخباز المحكوم بالمؤبد، مساء يوم الأربعاء 14 ديسمبر/كانون الأول 2016م، بعد معاناته مع المرض منذ ولادته، حيث كان يحتاج إلى علاجٍ في الخارج إلاّ أن سلطات بلاده استخدمت أسلوب المماطلة في استصدار الأوراق اللازمة للسفر، ما أدّى إلى تدهور حالته الصحية ثم وفاته.
أوضح المدوّن أحمد الخباز، شقيق السجين محمد، أن العائلة “كانت تسعى إلى نقل الطفل المرحوم إلى الخارج للعلاج من مرضه الذي ظهر عليه بعد الولادة”، إلا أن السلطات كانت تتعمد المماطلة في إصدار هوية له “بغضاً لوالده المعتقل”، بحسب ما قال أحمد الخباز، مشيراً إلى أن السلطات اضطرت إلى إصدار الجواز ولكن بوقت متأخر، حيث تردى وضع الطفل عباس وساءت حالته الصحية، وسبق أن أكدت والدته في تصريحات بأن علاجه لم يعد مفيداً بعد التأخير في بدء العلاج.
وبيّن الناشط الحقوقي عادل المرزوق أن وفداً حقوقياً زار عائلة المعتقل محمد الخباز قبل نحو عامين، حيث دعا النشطاء حينها السلطات إلى توفير الهوية للطفل عباس على نحو عاجل، محمّلاً السلطات مسؤولية وفاة الطفل. ونعى ناشطون الطفل واعتبروه شهيدا من شهداء الثورة البحرينية لكونه ضحية من ضحايا الاضطهاد السلطوي الممنهج.
في سياق متصل، تواصلت الفعاليات الشعبية والثورية للإحياء المركزي لذكرى عيد الشهداء في 17 ديسمبر/كانون الأول، وبدأت المسيرات تعمّ مناطق مختلفة من البلاد تأهبا لإحياء الذكرى، في وقت نفذ متظاهرون فيه عمليات ميدانية غاضبة في عدد من الشوارع.
ونظّم أهالي بلدة الدير في جزيرة المحرق تظاهرة ثورية جابت طرقات البلدة ورفعت هتافات التمجيد للشهداء والاستعداد لإحياء ذكراهم، كما خرج الأهالي في بلدتي أبوصيبع والشاخورة في تظاهرة حاشدة تحت شعار “على العهد يا شهيد”، مؤكدين الثبات على الأهداف التي استشهد من أجلها الشهداء ومواصلة الثورة.