منذ فبراير/شباط 2014م، ظهر اسم عبدالله المحيسني إلى العلن وهو الذي حضر إلى سوريا للقتال منذ أواخر عام 2013م. لكن المحيسيني، وهو القاضي الشرعي لما يسمى بـ”جيش الفتح”، اختفى عن الأنظار مع نجاح الجيش السوري وحلفاؤه في توحيد حلب تاركاً للعناصر التكفيرية دعواته للنصرة والتوحد وصراخه أمام الكاميرات.
تقرير هبة العبدالله
بدأت التسجيلات الصوتية الأخيرة للسعودي عبدالله المحيسني، خلافاً لأسلوبه السابق في التسجيل، بالظهور والكشف عن مكانه عندما كان في حلب.
يظهر القاضي الشرعي لما يسمى بـ”جيش الفتح” في رسالته الصوتية الأخيرة معلقاً على الهزيمة الكبرى في معركة حلب، محملاً المسؤولية الكبرى فيها لـ”المجموعات المتفرقة والقادة المتخاذلين”.
ويسأل عناصره وإخوانه الذين دعاهم إلى “الجهاد” و”بذل النفس في سبيل الأمة” عن القائد الذي كان يظهر مكبراً ومتوعداً قبل كل عملية إرهابية، بعدما اختفى بالتزامن مع اشتداد معركة حلب وقبل حسمها.
قبل شهر من بدأ معركة الحسم في حلب، فر الداعية السعودي التكفيري إلى إدلب، بحسب مراقبين حللوا مقطع فيديو نشره المحيسني على موقع “يوتيوب” من إدلب، يحرض فيه على الجهاد في حلب.
يبارك المحيسني المشبع بالفكر الوهابي التكفيري من أصل المنبع السعودي للانتحاريين قبل تنفيذهم عمليات القتل في حلب، وينشر مقاطع على “يوتيوب” يهنئ فيها أمهات هؤلاء المغرر بهم بالتحريض على محاربة الوهم تحت عناوين قتال النصيريين والروافض.
وعلى الرغم من بشاعة الدور الذي يلعبه الداعية السعودي، إلا أنّه لا يختلف كثيراً عن دور البطل في مسلسل كوميدي ساخر. هو ليس آلة إعلامية فقط، للمحيسني مشروع يمثله، يهدف إلى توحيد الفصائل في حلب الشرقية بعد إحكام الجيش السوري سيطرته على حلب وتطويقها، وهو ما جدد الدعوة إليه داعياً الفصائل المسلحة إلى التوحد.
برأي مراقبين، يدل التسجيل الصوتي الأخير للمحيسني على الخلافات الكبيرة بين الفصائل في معركة حلب الأخيرة، ولهذا كانت محاولته تكرار الدعوة إلى توحيدها والعودة إلى المعركة كفصيل موحد.
في أغسطس/آب 2016م، ظهر التكفيري السعودي معلناً بدأ “غزوة حلب” لكسر الحصار الذي فرضه الجيش السوري وحلفائه على الأحياء الشرقية للمدينة وداعياً أهلها إلى النفير. أصابت حسابات الداعية السعودي، فلم تكن المعركة سهلة ولا النصر فيها كان مضموناً، ليظهر قبل أيام معترفاً بالهزيمة وداعياً إلى مواصلة القتال. وبعد مغادرته حلب إلى إدلب، تتوقع مصادر أن نجد المحيسني غداً في تركيا في نهاية المطاف مع تحرير سوريا.