دخلت العلاقات المصرية السعودية في نفق مظلم لترسم بداية تحول في مسار التحالفات في المنطقة، ويفتح طريق جديد لاستئناف التواصل بين طهران والقاهرة بعد انقطاع دام لفترة من الزمن، في وقت أعلنت مصر فيه عن تأمين حاجاتها النفطية من العراق خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2017م.
تقرير سناء ابراهيم
لم يعد خافياً على أحد شكل السياسة المصرية المتبعة في تأمين مصالح بلاد النيل، إذ تخلت مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي عن علاقاتها مع الرياض ومحورها، وانطلقت نحو المحور المقابل، لتحط في إيران، العدو اللدود للسعودية في المنطقة، بالتزامن مع تأكيد وزير البترول المصري طارق الملا عن التوصل إلى اتفاق مع العراق بشأن استيراد النفط الخام في الربع الاول من عام 2017م.
وبعد انقطاع العلاقات بين طهران والقاهرة لأعوام متتالية، لأسباب انطلقت من توقيع مصر على معاهدة كامب ديفيد مع الكيان “الاسرائيلي”، الذي اعتبرته إيران خيانة للقضية الفلسطينية، ساهمت عوامل عدة في ترسيخ القطيعة بين البلدين، ولعل الاحتدام في العلاقة بين الرياض وطهران لعب الدور الأبرز في ذلك.
ويرى مراقبون أن التباعد بين إيران ومصر إثر التخوف من النفوذ الإيراني في المنطقة يمكن تذليل عقباته، ويمكن الإقتراب من حل الخلاف، إلا أن علاقة القاهرة بالكيان الاسرائيلي قد تقف في طريق المصالحة التامة بين البلدين، فيما تبقى العلاقة مع مصر كالعلاقة مع الأردن وقطر والإمارات.
ويؤكد متابعون للعلاقات بين البلدين أن التباعد بينهما يعود الى الدور السعودي السلبي خاصة بعد ثورة عام 2011م في مصر، فالتنافس الاقليمي وتأثير الدول العربية على مصر يؤثران على العلاقات المصرية الإيرانية، لأن السعودية ترى نفسها في حالة تنافس دائم مع إيران وتريد استخدام أداة التضامن العربي لمواجهتها.
ولكن لعب الذهب الأسود اليوم دوراً في تحريك العلاقات، بعد قرار الرياض بقطع إمداداتها النفطية عن القاهرة، تم الإعلان عن نية الأخيرة بالتوجه نحو لإيران لسداد حاجاتها، إلا أن السعودية انتفضت لقطع الطريق على مصر في اتجاه إيران، عبر تحريك الإمارات والكويت لعقد الصفقات مع القاهرة، وعلى الرغم من عقد الاجتماعات بينهما، إلا أن التكهنات بقيت على حالها وفي تصاعد أثر التماهي في الموقف المصري مع المحور الروسي الإيراني السوري، وهو ما رأى فيه متابعون أن القاهرة تقترب من المحور بهدف التوافق مع إيران وإحياء العلاقات الثنائية بين البلدين.