مع دخول هدنة سوريا حيّز التنفيذ، أفرز المشهد الإقليمي الدولي تحالفات جديدة تحت راية مكافحة الإرهاب من البوابة السورية، في حين جدد الرئيس السوري اتهامه للسعودية وقطر بدعم للارهابيين.
تقرير مودة اسكندر
ودخل اتفاق الهدنة في سوريا حيّز التنفيذ، فجر يوم الجمعة 30 ديسمبر/كانون الأول 2016م، وهو اتفاق حضر على الطاولة الروسية التركية الايرانية لينبئ عن تفاهم ثلاثي ينعكس على الأراضي السورية بشكل هدوء حذر، ويستثني منه “داعش” و”جبهة النصرة” الارهابيتين.
ومن المؤكد أن تحوّلاً استراتيجياً ستشهده الساحة الإقليمية انطلاقاً من سوريا، خاصة مع اقتراب وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو الذي أعلن عن استعداده لمحاربة الإرهاب، الأمر الذي أثنى عليه الرئيس السوري بشار الاسد الذي أبدى، في مقابلة مع قناة “تي جي 5” التلفزيونية الإيطالية، تفاؤله الحذر بعهد ترامب وتمنى أن يطبّق سياسة مكافحة الارهاب”، ومستنكراً الدعم المتواصل للإرهابيين من البلدان المجاورة، متهماً تركيا وقطر بدعمهم.
ورأى مراقبون أن التحوّل الاستراتيجي الذي شهدته مدينة حلب بعد خمس سنوات من الإرهاب أفضى إلى توقيع الاتفاق الإقليمي بشأن بلاد الياسمين، معتبرين أن تركيا التي ذاقت مرارة الارهاب وهزمت في حلب حوّلت مسيرها في اتجاه موسكو للحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه أمام الدبلوماسية الدولية.
ورأى متابعون أن الهدنة الجديدة أنضج من سابقاتها، حيث تتزامن مع التحولات الإقليمية، فضلاً عن مشاركة الاقطاب الدولية بالمعنية بالاتفاق الذي أعلن عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأكد الالتزام به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤكدا أن بلاده “ستعمل مع موسكو لضمان تنفيذ الاتفاق” الذي يستثني الجماعات الإرهابية المصنفة دولياً وهي “داعش” و”جبهة فتح الشام”.