كشف موقع “فويس أوف أميركا” الإلكتروني عن تمدد الوهابية السعودية إلى أندونيسيا وتخطيها الحدود كافة، مبيناً أن الرياض استخدمت المنح التعليمية وسيلة للسيطرة على أصحاب الأدمغة واستغلالهم لنشر فكرها.
تقرير رانيا حسين
في وقت تبيّن فيه أن الرابط الديني والتجاري والاقتصادي يجمع الرياض وجاكارتا، وُجهت انتقادات إلى السعودية بسبب استغلالها للعلاقات الثنائية لنشر مفهومها المتطرف للاسلام على مساحة أندونيسيا.
ونشر موقع “فويس أوف أميركا” الإلكتروني تقريراً بعنوان “وهابية آل سعود تنخر في جسد أندونيسيا”، تناول تصدير المملكة للفكر المتأصل بأروقتها، مستفيدة من وجود أكبر عدد من المسلمين في هذا البلد.
استغلت السعودية باب التعليم لنشر الوهابية في مختلف مناطق أندونيسيا واستفادت من البعثات الأندونيسية التي جاءت إلى السعودية حيث غذّتها من الفكر المتطرف، لتعود هذه البعثات مشبعة بكل الأفكار المتطرفة إلى بلدها الأصل، وحاملة فكراً مختلفاً عما جاءت به، ويتم نشره في المجتمعات المحلية الأندونيسية، وفقاً لما جاء في تقرير “فويس أوف أميركا”.
واعتمدت الرياض على استخدام المغريات والتسهيلات للشباب المتفوق والفقراء خصوصاً، لجذبهم عبر المنح الدراسية التي تقدمها على مراحل متتالية. ويبيّن التقرير كيفية استقطاب الشباب الأندونيسي، ويروي رحلة الشاب الأندونيسي أبشار عبد الله الذي حصل على جائزة ستة أشهر من الدراسة في معهد العلوم الإسلامية والعربية، وهو مؤسسة تعليمية أسست بتمويل سعودي في جاكرتا. وبعدها، عرض المعهد على الشاب السفر إلى السعودية للدراسة لمدة أربع سنوات بشكل مجاني للحصول على درجة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، كما حاول تمديد فترة الدراسة إلا انّ الشاب رفض.
وأوضح التقرير أن السعودية بدأت منذ عام 1980م باستغلال التعليم كبابٍ لنشر الوهابية، مشيراً إلى أن خريجي المدارس في السعودية يشغلون العديد من المناصب البارزة في الحياة العامة في أندونيسيا، ويشغلون مناصب في “حزب العدالة والرفاهية” الحاكم ومجلس الوزراء، كما أصبح بعضهم دعاة ومدرسين الدينيين، ويعملون على نشر الوهابية في جميع أنحاء البلاد.
أضحت القوة الناعمة الهائلة للرياض على مواطني جاكرتا واضحة جداً، إذ لفت الموقع النظر إلى أن أهم منصب في جاكرتا اليوم يتمتع به الملحق الديني الذي يمتلك مكتباً خاصاً تابعاً لسفارة الرياض في جاكرتا، وهناك مكتب منح دراسية للطلاب يدفع رواتب الدعاة ويقدم اللوازم كافة لمعلمي اللغة العربية والمدارس الداخلية في إندونيسيا.