لعبت السعودية دوراً في قرار الولايات المتحدة الأميركية رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان بعد 20 عاماً من الحصار والقطيعة. بررت الإدارة الأميركية قرارها بأن السودان لم يعد يشكل تهديداً للأمن القومي الأميركي أو للمصالح الأميركية. لكن القرار جاء بعد تدخل من الملك سلمان بن عبد العزيز لدى واشنطن.
تقرير سناء ابراهيم
يبدو أن العلاقات السعودية السودانية التي بدأت تتبلور من باب التعاون العسكري أخذت باستغلال المواقف الدولية بتوطيد الثنائية بين الرياض والخرطوم، اقتصادياً وسياسياً.
وقررت واشنطن، قبل أيام قليلة، رفع بعض العقوبات عن الخرطوم قبيل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما. وأكد مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة مصطفى عثمان إسماعيل أن هذا القرار جاء بتدخل من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، الذي طلب منه الرئيس السوداني عمر البشير التوسط لرفع العقوبات، التي فرضت منذ أيام الرئيس بيل كلينتون.
ولم تكن الخطوة السعودية في اتجاه رفع العقوبات عن السودان من دون مقابل، فالسودان تشكل عصباً اقتصادياً هاماً بالنسبة إلى المملكة في القارة الأفريقية، كما أن التوتر السعودي الإيراني ساهم في التقارب بين الخرطوم والرياض.
وبيّن مندوب السودان في الأمم المتحدة مندوب السودان في الأمم المتحدة أن الملك سلمان كلّف ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ووزير الخارجية عادل الجبير، بالتواصل مع الإدارة الأميركية والتنسيق مع السودان، لرفع العقوبات.
وكان بن سلمان قد تعهد للرئيس السوداني في عام 2015م، في أيام بدء العدوان على اليمن، بأنه سيضغط من أجل رفع العقوبات، وفقاً لوكالة “رويترز”. وقد اجتمع البشير مع الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان في المغرب قبل أشهر قليلة، حيث أطلع الملك البشير على ما توصل إليه من اتفاق مع واشنطن، وأعطاه الرئيس السوداني الموافقة النهائية من جهته، لتبدأ إجراءات رفع العقوبات عن الخرطوم منذ ذلك الوقت.
يؤكد مراقبون سودانيون أنّ هذا الانفتاح نحو الولايات المتّحدة سيؤدّي إلى ظهور طبقة رجال أعمال مرتبطة بواشنطن، تكون حامية لنفوذها في هذا البلد، ولا يخفون أنّ الانفتاح تجاه واشنطن له ناحية إيجابية اقتصادياً في المدى القريب، فجذب استثمارات في القطاع الزراعي والحيواني سيتغير نحو الأفضل مع انتقال الاستثمارات الغربية إليه.
في المقابل، يحذر مراقبون من الضريبة السياسية للنفوذ الأميركي في السودان، مستشهدين بدول بعضها لا يزال يدفع الثمن بسبب هذا النفوذ، وبعضها عفا عليه الزمن، كما حدث في انفتاح الرئيس المصري الراحل أنور السادات على الولايات المتحدة بعد الحرب في عام 1973، وما حدث، كذلك، في انفتاح الرئيس الليبي الراحل معمّر القذافي على واشنطن بعد عام 2004م.