على الرغم من التوترات السياسية القائمة بين طهران والرياض، انطلقت جولة جديدة من المفاوضات الثنائية في مدينة جدة، لتناول مسألة مشارركة الحجاج الايرانيين في الموسم المقبل.
تقرير سناء ابراهيم
عادت المناقشات الإيرانية – السعودية بشأن مشاركة الحجاج الإيرانيين في الموسم المقبل، إلى طاولة المفاوضات، بعد أن توقفت لفترة من الوقت بسبب عدم التوافق بين الجانبين على الشروط الموضوعة من قبل المملكة لآداء الفريضة.
فقد وصل الوفد الإيراني إلى الرياض وبدأ أولى جلسات المناقشات في مقر وزارة الحج السعودية في مدينة جدة، وجدد تأكيده على حقوق الحجاج الإيرانيين. وفصّل حميد محمدي، رئيس الوفد الإيراني عن منظمة الحج والزيارة، وجهة نظر بلاده، أمام الجانب السعودي الذي ترأسه وزير الحج محمد صالح بنتن، الذي أعرب عن أمله بمشاركة حجاج الجمهورية الإسلامية في الموسم المقبل.
حاولت إيران مراراً، خلال عام 2016، التوصل إلى حل مع المملكة من أجل حماية مواطنيها خلال موسم الحج، إثر الكارثة الإنسانية التي ولّدتها حادثة التدافع وراح ضحيتها مئات الحجاج، كان أغلبهم من الإيرانيين، غير أن الرياض لم تكترث لحجم الكارثة، بل عمدت إلى استحضار الصراع الإيراني السعودي في قضية تعني العالم الإسلامي برمته، كما فتحت الأبواق الإعلامية السعودية لتشويه سمعة الجمهورية غير منتبهين إلى الشروط التعجيزية التي حاولت الرياض فرضها، غير أن إيران قررت عدم المشاركة في الموسم الماضي.
وأكد رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية سعيد أوحدي أن السعودية “تريد فرض شروط سلبية على الجانب الإيراني، من بينها 11 شرطاً سلبياً، بينهم عدم تقديم الخدمات القنصلية، ومنع الخدمات الطبية ومنع رفع علم الجمهورية الإسلامية، ومنع بعض الطقوس الدينية بينها دعاء كميل، وفرض السوار الإلكتروني المحددة من قبل الرياض، في حين أنّ الشركة المسؤولة عن حماية موسم الحجّ منذ عام 2010 هي “جي فور أس”، وهي شركة على ارتباطٍ مع الاحتلال الاسرائيلي، علماً أنّها شركة ملاحقة دولياً بسبب انتهاكاتها الصّارخة لحقوق الإنسان”.
وسبق أن شدد أوحدي على أن ايران تسعى لأداء مناسك الحج، لكن مع الحفاظ على عزة وكرامة الحجاج، ولكن وضع القيود والمنع على الكثير من الامور، دفع ايران الى عدم ايفاد حجاجها لآداء المناسك.