قطع الرئيس الصومالي الجديد الطريق على المتسارعين لتوسيع نفوذ سيطرتهم عبر أرض بلاده، محدداً خياراته بالتوافق مع السعودية إلى جهة التحالفات الإقليمية.
تقرير سناء ابراهيم
أعلن رئيس جمهورية الصومال الفدرالية الجديد محمد عبدالله فرماجو توجه بلاده نحو الحضن السعودي عقب محاولات الأخيرة بسط نفوذها على البلد الإفريقي الذي بادر إلى قطع العلاقات مع طهران ليفرض تناغماً مع السياسة في المملكة.
لم يكد ينهي فرماجو المشاركة في حفل تنصيبه حتى أعلن عن توجهه إلى الرياض لأداء مناسك العمرة، مستهلاً مناسكها بلقاء الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي ولي العهد محمد بن سلمان، وحضور وزير الخارجية عادل الجبير.
ويرى مراقبون أن التناغم والتلاقي بين الرياض ومقديشو برز في أكثر من نقطة، لعل أبرزها العلاقات مع إيران، والمبادرة إلى قطعها بعد الأحداث التي شهدتها طهران، وما تعرضت له السفارة السعودية استنكاراً لإعدام الشيخ نمر باقر النمر، إضافة إلى انضمام الصومال إلى التحالف السعودي ضد اليمن في عام 2015.
وأشار متابعون إلى أن الصومال الدولة الأفريقية التي تمثل عمقاً استراتيجياً تعدُّ الأهم في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة، لا سيما في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهناك العديد من الدول الإقليمية والعربية تتجه ناحية الصومال، بينها تركيا والإمارات التي سعت بجدية للتأثير على نتيجة الانتخابات، وضغطت من خلف الكواليس لواحد وربما اثنين من المرشحين، وفق ما كشف موقع “أوول أفريكا” الإلكتروني.
وتجدر الإشارة إلى أن زيارة الرئيس الصومالي الجديد للسعودية تأتي بعد توتر في العلاقات القوية والعميقة مع أبو ظبي، بعد قرار الأخيرة إقامة قاعدة عسكرية في جمهورية الصومال، التي أعلنت انفصالها عن الصومال من طرف واحد، ما دفع مقديشو إلى اتهام أبو ظبي بخرق القانون الدولي.