اعتبرت شبكة “بلومبيرغ” الاقتصادية المتخصصة أن عراب “رؤية 2030” ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أمام تحدي إثبات الجدارة، وفيما تلوح في الأفق جملة من المخاطر السياسية والداخلية.
تقرير رامي الخليل
تحيط بتطبيق “رؤية 2030” مخاطر تضع مستقبل العائلة الحاكمة في السعودية على المحك، محمد بن سلمان عراب الرؤية، أمام تحدٍ مضمر يتعلق بقدرته على الإبقاء على ولاء الشريحة الأكبر من السعوديين، خاصة في ظل السياسات التي بدأت الرياض تطبيقها عملاً ببنود الرؤية، وفيما تنصرف أنظار المستثمرين العالميين إلى أفعال ابن سلمان المرتقبة في عام 2017، بعد أقواله الواعدة في عام 2016، يعدد المراقبون ست نقاط أساسية تتمحور حولها مهمة عرَّاب الرؤية.
وأوضحت شبكة “بلومبرغ” الاقتصادية الأميركية، في تقرير، أن العائلة الحاكمة في الرياض تواجه تهديداً وجودياً كبيراً، إذ أن تطبيق السياسات المرتبطة بـ”رؤية 2030″ يتطلب منها جملة إجراءات غير محسوبة النتائج على الصعيد السياسي.
وأشارت “بلومبرغ” إلى أن العائلة الحاكمة وعلى مر 8 عقود عكفت على شراء الولاءات التي تسمح لها بالبقاء، وذلك عن طريق الانفاق السخي على رعاياها. ونقلت الشبكة عن العضو المنتدب لشركة “تينيو” لأبحاث الاستخبارات في لندن كريسبين هاوس، تحذيره من أن سياسات التقشف التي عمدت إليها الرياض قد تتسبب بأخطاء قاتلة، خاصة في حال لم يتم تدارك نتائج تلك السياسات وآثارها التي من شأنها أن تضعف السلطة السياسية.
وأوضحت الشبكة أن الرياض على موعد مع مزيد من التباطؤ في النمو الاقتصادي يصل إلى حد 0.9 في المئة، بعدما كان يبلغ في عام 2015 نحو 3.4 في المئة، وهو أمر من شأنه أن يزيد من نقمة المواطنين على الحكومة في ظل ارتفاع كلفة المعيشة.
يرى المراقبون أن محمد بن سلمان بدأ الخوض في مهمة صعبة تحيط بها المخاطر من كل جانب، فمن تَحَيُّن الجناح المعارض له في العائلة المالكة أي فرصة للانقضاض عليه، مروراً بقدرته على إدارة خطة الرؤية بالشكل الصائب، وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة للسعوديين، يبدو أن مستقبل العائلة الحاكمة بات في مهب الريح.