لم تنعكس حفاوة استقبال الملك سلمان في أندونيسيا خلال رحلة البذخ الآسيوية على الاتفاقات الاقتصادية والسياسية بين الرياض وجاكرتا، اذ عززت الأخيرة علاقتها بطهران في شتى المجالات.
تقرير هبة العبدالله
بعد أيام قليلة من زيارة الملك سلمان إلى أندونيسيا منتصف الأسبوع الماضي، توجه وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف إلى جاكرتا للمشاركة في مؤتمر قمة رابطة التعاون الاقليمي للدول المطلة على المحيط الهندي، في ما يبدو أن البلدين يسعيان إلى إنعاش علاقتهما الاقتصادية.
تتوقع الحكومة الإندونيسية مضاعفة كمية الواردات من الغاز النفطي المسال لتلبية الطلب المحلي من 500 ألف طن إلى مليون طن في اتفاق يمضي قدما مع طهران، بهدف الحصول على أسعار منخفضة أيضاً.
وكشف مدير وزارة الغاز والطاقة والثروة المعدنية الأندونيسي أن الحكومة تبحث في خيار زيادة واردات الغاز النفطي المسال من إيران منذ زيارة وزير الاقتصاد الإندونيسي “دارمين ناسوتيون” لطهران في فبراير الماضي.
وتحدث المسؤول الإندونيسي أيضاً عن أمل بلاده في الحصول على الغاز النفطي المسال الجديد من قبل إيران بسعر مخفض. وستؤثر زيادة واردات الغاز النفطي المسال من إيران على كمية الواردات من دول أخرى بما في ذلك السعودية ممثلة في شركة “أرامكو”.
وأطلعت أندونيسيا الجانب السعودي على المستجدات الاقتصادية مع إيران. جرى ذلك خلال زيارة الملك السعودي سلمان الذي أطلع على خطط زيادة واردات الغاز النفطي المسال. وفي هذا الإطار، رفض المدير العام لوزارة النفط الإندونيسية الكشف عن رد فعل “أرمكو” على الخفض المحتمل لصادراتها من الغاز النفطي المسال إلى إندونيسيا في مقابل زيادة الصادرات الإيرانية.
لا يقتصر التباعد السعودي الإندونيسي على المستوى الاقتصادي إذ تصر إندونيسيا على رفضها تقديم أي مساعدة للتحالف الاسلامي العسكري الذي تقوده الرياض. تقول وزيرة الخارجية الإندونيسية إن نظيرها السعودي تحدث معها في مناسبات عدة حول مبادرة جاكرتا لتقديم دعمٍ عسكريّ للتحالف الذي شكلته السعودية بمشاركةِ 34 دولة، ومقرّه الرياض إلا، أن بلادها مصرة على رفض الفكرة، مؤكدة أن إندونيسيا لن تشارك مطلقاً في أي تحالف عسكري مع دول أخرى.