فيما تتنامى أصوات المعارضة الداخلية لسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عموماً، ينظر الأميركيون إلى انغماس إدارتهم العسكري في اليمن بعين القلق.
تقرير رامي الخليل
لا تزال العملية الأميركية الفاشلة التي أمر بها ترامب في اليمن محور التجاذبات في الداخل الأميركي، وفيما تُصعِّد واشنطن من تدخلها العسكري إلى جانب المملكة السعودية ضد اليمنيين، يرى صقور السياسة الأميركية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إنما يقوم بحرب وكالة عن العائلة الحاكمة في السعودية ضد إيران.
وأوضحت مجلة “ذا أتلانتيك” الأميركية، في تقرير، أنه على الرغم من الانتقادات التي طالت العملية الفاشلة التي تم تمويلها من جيوب دافعي الضرائب الأميركيين، إلا أن ترامب لا يزال يمارس مزيداً من الانغماس في الحرب السعودية ضد اليمن، مشيرة إلى أن قيام الجيش الأميركي بدعم قوات الحلف السعودي في العمليات ضد “أنصار الله”، إنما يأتي في سياق حرب تشنها الولايات المتحدة ضد إيران على الأراضي اليمنية.
وأشار التقرير إلى أن ترامب لم يقم وزناً للخسائر البشرية التي سقطت من جراء العملية التي أمر بتنفيذها في اليمن، فهو اعتبر أن العملية كانت ناجحة على الرغم من أنها لم تسفر عن أي صيد ثمين على الرغم من تكلفتها المالية والبشرية العالية، متماهياً بذلك مع ما تقوم به الرياض من استهداف للمدنيين اليمنيين من دون تحقيق أي نجاحات عسكرية.
ولفتت المجلة الأميركية النظر إلى أن نهج ترامب في اليمن لن يعود بأي ثمار إيجابية على الولايات المتحدة، بل سيرتد سلباً على مصالحها، وما ارتفاع فاتورة الخسائر البشرية في اليمن، إن عبر القصف أو عبر المجاعة التي باتت تتهدد الملايين من المواطنين، إلا عاملُ إذكاءٍ لمشاعر العداء للولايات المتحدة ومواطنيها.
في وقت كان الناخب الأميركي ينتظر من ترامب أن يمارس سياسة مغايرة لتلك التي طبعت عهد سلفه باراك اوباما، عبر التركيز على الشأن الداخلي للولايات المتحدة، إلا أن أولويات الإدارة الأميركية الجديدة تتمثل بتجيير مقدرات الولايات المتحدة لصالح الأمراء السعوديين، في حربهم ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.