تتعالى الأصوات الأميركية المنددة بسياسة واشنطن المرتقبة في المنطقة، وسط تحذيرات من خطورة الاستمرار في دعم الرياض نظراً لما تشكله من تهديد للولايات المتحدة إثر دعمها للجماعات الإرهابية.
تقرير رامي الخليل
“لا أعرف أحداً في العالم يدافع عن السعودية من دون أخذ الرشوة منها”. بهذه الكلمات وصفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل السياسة الخارجية للرياض، المملكة التي اعتادت شراء ذمم الدول بأموال النفط، يبدو أن ريالاتها لم تعد قادرة على تمويه الحقائق، خاصة بعدما ذاق الغرب القليل من إرهاب الجماعات التي تدعمها وتقف خلف تمويلها.
ونقلت مجلة “ذا أتلانتيك” الأميركية عن عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن “الحزب الديموقراطي” كريس ميرفي قوله، إن الرياض “مسؤولة عن إزهاق أرواح الآلاف من اليمنيين”، معتبراً أن حربها المستمرة منذ سنتين في اليمن “تسببت بازدهار تنظيمي “القاعدة” و”داعش” الإرهابيين، مع ما يعنيه ذلك من ارتفاع مستوى التهديد للولايات المتحدة”.
وكان ميرفي، الذي عُرف بمعارضته للتدخل العسكري الأميركي في أفغانستان والعراق ولدعم المقاتلين في سوريا، من أشدّ المعارضين لتصدير الأسلحة إلى السعودية، وهو أوضح للمجلة الأميركية أن واشنطن “يجب أن تعي أنها بدعمها غير المحدود للرياض فإنها لا تحارب الإرهاب بل تغذيه، خاصة وأن السعودية تمول جماعات دينية متشددة مثل الوهابية في مختلف أنحاء العالم، وهي الجماعات نفسها التي تمد “القاعدة” و”داعش” بالإرهابيين”.
من جهته، أوضح مدير مركز “السياسات الدولية في واشنطن”، والخبير في الشؤون العسكرية ويليام هارتونغ، أن الرئيس دونالد ترامب “ليس في وارد التراجع عن دعم دول الخليج عسكرياً”، لافتاً الانتباه إلى أن ترامب “يتجه إلى إنهاء الوقف المؤقت على مبيعات ذخائر الصواريخ الموجهة إلى السعودية، وطائرات “أف 16″ إلى البحرين”. بل أكثر من ذلك، أشار هارتونغ إلى أن ترامب “قد يعمد إلى إنشاء نُظم مضادة للصواريخ في دول الخليج بأكملها”.
في وقت تشهد الساحات الدولية فيه صعود أنجم المتشددين، من أميركا ترامب مروراً بتوجه القارة العجوز للتمركز في خندق اليمين المتطرف، مروراً بالاحتلال الإسرائيلي وليس انتهاءً بسياسات الرياض التي يحكمها تهور محمد بن سلمان، يجهد المراقبون في التحذير من خطورة دخول المنطقة في مرحلة حرجة، من شأنها التمهيد لنقطة اللاعودة.