في مثل هذه الأيام يكون قد مر عام على اعتقال السلطات السعودية للشيخ حسين راضي من دون أي محاكمة، فيما قوات أمن النظام التي اختطفته في ذات ليلة ولم تراعِ أوضاعه الصحية الحرجة، لا تزال تتكتم عن مصيره.
تقرير رامي الخليل
كلمة حق في حضرة سلطان جائر. هكذا اختار الشيخ حسين راضي جهاده الأعظم، منتصراً للشهيد الشيخ نمر النمر، مدافعاً عن أعراض المسلمين المنتهكة في فلسطين والبحرين واليمن، طالباً العزة للشعب السعودي، رافضاً المساومة على حق الانسان في الحياة.
في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، اختطفت قوات سعودية الشيخ حسين راضي، بعدما اقتحمت بما يزيد عن 20 آلية عسكرية بلدة الرميلة في الأحساء في المنطقة الشرقية، وهي كانت قد منعته من إمامة صلاة الجمعة والجماعة، في محاولة منها لإسكات صوته ومواجهة مواقفه الجريئة المتصلة بأحوال الأمة.
سلك الشيخ حسين راضي درب الشيخ الشهيد نمر النمر في دفع الظلم عن المظلومين من العرب والمسلمين، من دون أن يقيم وزناً لتهديدات نظام الحكم في الرياض، مؤكداً أن سياسات الاعتقال والتصفية الجسدية التي تمارسها قوات سعودية بحق القيادات الدينية، لن تتمكن من ثني تلك القيادات عن رفع صوت الحق، فظروف الأمة الراهنة لا تحتمل السكوت عن الباطل أو مهادنة الظلم.
لم يشفع للشيخ راضي إصابته بأعراض قلبية، فقوات أمن السعودية التي منعت عنه الدواء بداية، أرادت أن تؤكد أن الانتقادات الصريحة التي عكف على إطلاقها، من انتقاد جرائم القتل التي ينفذها جيش السعودية بحق اليمنيين، فضلاً عن استنكاره لاغتيال الشيخ نمر النمر والتزامه العداء للاحتلال الاسرائيلي بشكل واضح وصريح عبر دعمه لحزب الله في حربه معها، كلها مواقف غير مقبولة في الذهنية السعودية الحاكمة.
مر عام على اختطاف الشيخ راضي واحتجازه في سجون مباحث السعودية، وعلى الرغم من تهويل الرياض بحبال المشانق او رصاص الاغتيال الذي يطبع صورة الديكتاتورية لمملكة الظلام، إلا أن تلك العمامة البيضاء ستتابع درب الطالبين بثأر المظلوم، وهيهات لها ان تسقط.