في وقت تصاعدت فيه وتيرة الخلافات بين أطراف “التحالف السعودي” من جهة ومجموعة الرئيس المتراجع عن استقالته عبدربه منصور هادي من جهة ثانية، بدا الاعلان عن اقتراب معركة السيطرة على ميناء الحُديدة في غير محله، وسط توجه أميركي للمشاركة العسكرية فيه.
تقرير رامي الخليل
مع تصعيد واشنطن العسكري في سوريا في مواجهة إيران وروسيا، لا يبدو ملف اليمن غائباً عن المشهد. يتحضر الجيش الأميركي للدخول مباشرة في العدوان، بحسب ما أوصت وزارة الدفاع الرئيس دونالد ترامب، بأن يتعهد بمساعدة الجيشين السعودي والإماراتي لاحتواء ما أسمته “النفوذ الإيراني”، حيث من المتوقع إصدار مقترح سياسي في هذا الصدد شهر مايو/أيار 2017، في حين أكدت مصادر عسكرية يمنية تابعة للرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، أن معركة تحرير الحُديدة “ستبدأ وتُحسم قبل بداية شهر رمضان المبارك”.
هما شهران إذن، أمام واشنطن والرياض ومرتزقة العدوان، لاكتمال التحضيرات العسكرية بانتظار ساعة الصفر، إلاّ أنّ الخلافات المتصاعدة بين مكونات “التحالف” السعودي، تطرح سؤالاً حول جدوى فتح المعركة في هذا التوقيت.
وأعلن قائد قوات الاحتياط لدى هادي، اللواء سمير الحاج، شروع التحالف ومرتزقته بالتمهيد لعمليات معركة الحديدة وموانئها عبر استهداف جزر كمران وبيون، لافتاً إلى أن العمليات “بدأت في ميدي، والتحضيرات قائمة على تخوم مديرية الخوخة التابعة للمحافظة”. كما أشار إلى أن مرتزقة “التحالف” بدأت عملياتها للاقتراب من موانئ الحديدة والصليف، ورأس عيسى، وذلك في مسعى لإغلاق جميع المنافذ على حركة “أنصار الله” وحلفائهم.
في المقابل، تتزاحم نقاط التفتيش التابعة لـ”أنصار الله” في الطريق الساحلي للمحافظة، وتتحضر إلى جانب أبناء المحافظة للدفاع عنها في مواجهة الغزاة، جاء ذلك بعدما نجح قائد “أنصار الله” السيد عبد الملك الحوثي بعقد تحالفات مع مشائخ القبائل في السهل التُهامي، إذ أعلنت قبائل القوزي في مديرية القناوص في المحافظة “النفير العام” والنكف القَبَلي لمواجهة الغزاة، وكذلك فعلت قبائل محافظة ذِمار وسط اليمن.
قرار بدء المعركة البرية، التي حشد لها العدوان، ثلاثة عشر لواءً من مرتزقة هادي، فضلاً عن المشاركة الجوية والبحرية لقوات التحالف، بالإضافة إلى مشاركة واشنطن المحتملة، أمرٌ يقابله تحدٍ جدّي، في حين أوضحت مصادرٌ إعلامية أن الرياض طلبت من هادي ورئيس وأعضاء حكومته وكل القيادات المتواجدة على أراضيها، المغادرة بشكل نهائي، بالتوازي مع لقاء محمد بن سلمان بزعماء قبائل يمنية في الرياض، ما يوحي بأن المملكة بدأت مساعي التخلي عن هادي، في ثاني ضربة يتعرض لها بعد تصاعد خلافاته مع الامارات.
أما أبو ظبي اللاهثة خلف السيطرة على ميناء الحُديدة الاستراتيجي، تواجه بدورها تحد كبير، خاصة وأن وجود “أنصار الله” في الساحل الغربي يشكل مصدر قلق للإمارات قبل السعودية، وهي أنفقت المليارات للحصول على موطئ قدم في الساحل الشرقي للقارة السمراء والقرن الأفريقي والمحيط الهندي.