للمرة الأولى يسمي تنظيم “داعش” الإرهابي، المملكة الأردنية هدفاً صريحاً له، ويحرض عناصره على شن هجمات إرهابية فيه. تهديد يتزامن مع محاولة الملك الأردني عبدالله الثاني، تقوية روابط عَمان مع واشنطن التي تجد حليفاً جديداً لاستنزافه عسكرياً، بحجة محاربة الإرهاب.
تقرير هبة العبدالله
أسفرت الهجمات المكثفة ضد تنظيم “داعش” في العراق عن انحسار رقعة الامتداد الجغرافي للتنظيم الإرهابي. وبينما يخسر “داعش” الكثير من الأراضي التي سيطر عليها في العراق وسوريا، تبرز تهديدات جديدة يوجهها التنظيم الإرهابي للأردن.
ظهر أحد عناصر “ولاية الفرات”، في شريط مصور بثته، وهو ينحر 4 جنود يقول بلهجته الأردنية إنهم سوريون، ويتهم الأردن بتدريبهم وآخرين للقتال ضد التنظيم، ويحرض أنصار “داعش” في الأردن على التحرك وتنفيذ عمليات إرهابية فيه.
في ديسمبر/كانون الأول 2016، أعلنت وكالة “أعماق” التابعة لـ”داعش” تبني الأخير لعملية الكرك التي نفذها 4 مسلحين تابعين له. كانت العملية الإرهابية إيذاناً بإدخال الأردن في المخطط الإرهابي التوسعي لـ”داعش”.
خلال مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست”، نوه الملك الأردني إلى أن هجوم الكرك كان الأول الذي ينفذه “داعش” ضد الأردن، وقد تلته عمليتان أمنيتان كبيرتان أسفرتا عن إلقاء القبض على 40 عنصراً للتنظيم.
إلا أن تصريح الملك الأردني عن أن أغلب المتطرفين في الأردن من أصول فلسطينية أثار حفيظة بعض الأردنيين، خاصة أن الأردنيين الذين ظهروا في التسجيل الأخير لـ”داعش” عن الأردن هم من عشائر عريقة شرق أردنية.
باكراً، بعد تولي ترامب الرئاسة الأميركية، تسلم نائب الرئيس الأميركي مايك بنس رسالة مكتوبة من الملك الأردني تطالب بزيادة المساعدات المالية والعسكرية للمملكة. تفهم الاستجابة الأميركية للطلب الأردني القديم أصلاً من خلال زيارة الملك الأردني الأخيرة إلى واشنطن وإشادة ترامب بدور الملك الأردني في محاربة التطرف.
تتلقف عمّان الإعلان الضمني من البيت الأبيض لمساعدة الأردن كإشارة إيجابية من واشنطن حول بدء مرحلة جديدة من التعاون الأمني والاستخباري والسياسي، قد تتطلب توسيع دور الأردن في “التحالف الدولي” ضد “داعش”، من دون أن تجنبه مخاطر تفعيل الخلايا الإرهابية النائمة فيه.