هذا هو دينُهم، وهكذا هو ديدنُهم، نكثُ عهودٍ، أكلُ أكباد، ووأدٌ لطفولة تبحث عن بعض حياة. وفيما اجتاحت مشاهد إرهاب الجماعات المعبَّأة وهابياً والمموَّلة سعودياً وقطرياً وسائل الإعلام على أوسع نطاق، إلا أن ضمير الدول المتشدقة بحقوق الانسان لم يحرك ساكناً، حتى أنها بخلت في استنكار التفجير الهمجي الذي أودى بحياة عشرات الأطفال والنساء من أهالي كفريا والفوعة حين كانوا في عهدة جماعات الظلام في حي الراشدين في حلب.
يبدو أن أصوات الأمهات الثكالى بشهادة أطفالهن لم تصل إلى مسامع عواصم الدول الغربية ومعها الولايات المتحدة التي لم تتردد في استباحة القانون الدولي واعتدت بصواريخها على سوريا بدعوى الاقتصاص من منفذي الهجوم الكيميائي المزعوم في خان شيخون. فلا واشنطن أصدرت بيان استنكار ولا استنفرت مدمراتها التي تجوب مياه البحر المتوسط لدك أوكار الارهابيين، كما لم يبادر مندوب لندن في الأمم المتحدة إلى الدعوة إلى انعقاد مجلس الأمن.
أما الأمم المتحدة التي اعتادت التعبير عن “قلقها” بعد كل جريمة يرتكبها الإرهابيون في سوريا خلال عهد أمينها العام السابق بان كي مون، فقد دانت، في بيان عقيم، الهجوم في حي الراشدين. وفيما اكتفت بالإعراب عن تعازيها لأسر الشهداء، تمنت وبشكل حاسم “الشفاء العاجل للمصابين”.
أما مجلس التعاون الخليجي، فأعرب عن “تعاطفه” مع الشعب السوري بعد الهجوم، مشيراً إلى أنه “ينبغي على المجتمع الدولي أن يُدينه”. وفيما أعربت كل من إيران والعراق والفاتيكان عن إدانتهم الشديدة للتفجير الارهابي الذي أوقع اكثر من 126 شهيداً، بقي المجتمع الدولي قاصراً حتى عن استنكار الممارسات الإرهابية المدعومة خليجياً وغربياً في سوريا.
في المقابل، فإن الجيش السوري ومعه الحلفاء لا يزالون يمارسون أقصى درجات ضبط النفس في قتالهم للمجموعات المسلحة، في تأكيد على أنه مهما اشتدت ظروف الحرب، فإنه لا بد من احترام القوانين الدولية والاخلاق الإنسانية.