بالتزامن مع استمرار ولي ولي العهد محمد بن سلمان بالسعي لتنفيذ بنود رؤيته الاقتصادية 2030، لفت مراقبون اقتصاديون إلى صعوبة تطبيق بيع "أرامكو" كبرى شركات النفط، لأسباب عدة بينها التغييرات السياسية.
تقرير سناء إبراهيم
في مرمى تخبطاته وتهوراته وضع محمد بن سلمان بلاده برمتها، من خلال "رؤية 2030" التي زعم بأنها تهدف لانتشال المملكة من قعر الهاوية الاقتصادية. ولعل أولى نتائج الرؤية المخطوطة منذ عام، كان استهداف اكتتاب "أرامكو" أكبر شركة نفط.
بدأ ولي ولي العهد السعودي برسم طموحاته على حساب السعوديين جميعهم، واضعاً مستقبل بلاده على حافة الهاوية، برغبة منه لتقليد بلدان أخرى بعدم اعتماد الاقتصاد على الذهب الأسود، عقب الأزمة النفطية التي قضّت عصب اقتصاد بلدان عدة بينها المملكة.
في بداية العام المقبل، تبدأ اولى الخطوات العملية لبيع "أرامكو"، بيع يتوقع أن تتعثر خطواته، وينعكس بشكل سلبي على الرياض، فيما ينتظر المراقبون الاقتصاديون الخطوات السعودية لإتمام العملية التي انطلقت بوادرها مع رؤية بن سلمان، حيث أشار متابعون إلى أن العائق الأول الذي تواجهه المملكة هو أن يسير الطرح العام لشركة "أرامكو" على ما يرام.
ديفيد روبرتس، أستاذ دراسات الدفاع في الشرق الأوسط في جامعة كينغز كوليدج لندن، لفت إلى أنّ محور الإصلاح الاقتصادي للسعودية هو الطرح العام لشركة "أرامكو"، معتبراً أن المسؤولين السعوديين يأملون أن تكون عائدات البيع كبيرة جدًا وتعوض بعض الانخفاض في دخل النفط.
وفي وقت تشدد "رؤية 2030" على ضرورة اكتتاب "أرامكو" لتحسين الأوضاع الاقتصادية والتخفيف من الاعتماد على النفط، من دون الإلتفات إلى اتجاه السوق العالمي الى عدم الاعتماد على هذه المادة في الأعوام القادمة، فإن تقارير اقتصادية لفتت إلى أن بيع "أرامكو" يحتاج إلى الانتظار حتى تتوقف أسعار النفط عن التذبذب صعودًا وهبوطًاً.
تقرير لأوراسيا جروب، أشار الى وجود عقبات أمام طرح "أرامكو"، تتمثل بإمكانية حدوث تغيير مفاجئ في القيادة السياسية في البلاد، معتبرين أن خطة "أرامكو" للاكتتاب العام ليست محصنة من تغييرات القيادة في المملكة.
ورأى مراقبون أن استراتيجية الإصلاح مرتبطة بشكل وثيق بمحمد بن سلمان وبعض مساعديه، وأن عدم بقائهم في أماكنهم تهدد بقاء الرؤية وتطبيقها، خاصة مع فشل طموحات بن سلمان بأن يصبح ملكًا أو وليًا للعهد.