دعوات إيرانية عدة لتطبيب العلاقة مع الرياض قوبلت بالرفض بل بالتصعيد السياسي والتلويح بتصعيد عسكري، مما يشي بأن موقف الرياض العدائي ينطوي في إطار الصراع الأميركي الإيراني.
تقرير مروة نصار
بعد تدهور العلاقات الإيرانية السعودية خاصة عقب استشهاد الشيخ نمر باقر النمر وما حدث في السفارة السعودية في طهران، في يناير/كانون الثاني 2016، وتعامل الرياض غير اللائق مع طهران بسبب خسائر المملكة في سوريا واليمن، سعت طهران إلأى مبادرات ايجابية عدة من شأنها تحسين علاقة السعودية بها.
وعلى الرغم من وساطة أكثر من 10 دول عربية وأجنبية لفتح قنوات حوار واتصال مع السعودية، منها الصين وروسيا والكويت والعراق وباكستان، إلا أن السعودية رفضت تلك المبادرات الإيجابية واتهمت عقبها إيران بالتدخل في شؤونها الداخلية ومحاولة تصدير ثورتها للدول المجاورة وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية في المنطقة.
رفض الرياض المطلق لجميع المبادرات، وتصعيدها السياسي ضد إيران، ليس آخره تهديد ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في لقاءه التلفزيوني الأخير بنقل المعركة إلى داخل إيران، انعكس في القمة العربية الأميركية خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرياض التي وصفها الرئيس الإيراني حسن روحاني في أول مؤتمر صحافي له بعد الانتخابات بأنها “استعراض مسرحي”، والتي كان من أهدافها الأساسية التصدي لإيران وحركات المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية بحجة محاربة الإرهاب.
وفيما تقدم إيران دعماً ومساعدات عسكرية للعراق وسوريا لمواجهة الإرهاب والحفاظ على وحدة تلك الدول وبطلب رسمي من حكوماتها، حاول مسؤولو الرياض إظهار الجمهورية الإسلامية على أنها الراعي الرئيس للإرهاب في العالم، الأمر الذي أعاد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير تريده، في أول تعليق على فوز الرئيس الإيراني بأن إيران “راعية للإرهاب” و”قوة مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط”.
تجاهل الرياض للاحتلال الاسرائيلي الذي يضرب الأمن في المنطقة العربية، بل التنسيق مع تل أبيب وتقريب وجهات النظر، يؤكد أن الموقف السعودي من إيران مرتهن بالموقف الأميركي.