نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحصد مئات المليارات من الرياض. لكن تقاطع الأهداف بين المملكة السعودية والولايات المتحدة لا يعني بالنسبة لترامب الاستحواذ على السياسيات، ولهذا فإن الأخير لا يفوت الصفقات التجارية مع طهران والتي تشكل معبراً لتلافي واشنطن وطهران.
تقرير هبة العبدالله
لا يخفي الرئيس الأميركي دونالد ترامب عداءه لإيران. ظهر موقفه المعادي لطهران باكراً خلال حملته الانتخابية، وقد سجل مراراً اعتراضه على الاتفاق النووي مظهراً نيته بإلغائه، وخلال زيارته للرياض، دعا لوضع استراتيجية إقليمية كبرى لمواجهة طهران.
وبالتوازي مع هذه التصريحات، أظهرت الإدارة الأميركية وأكثر من مرة رغبة عملية في تنشيط الأعمال التجارية مع إيران. فترامب الذي عاد بمئات المليارات من دول الخليج لا يمانع إقامة علاقات اقصادية مع إيران التي يهاجمها.
وخلال القمة العربية الأميركية التي شهدتها المملكة السعودية، حل الرئيس الأميركي ضيفاً لدى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز. بدا، على السطح، لو أن هناك الكثير من الأخبار السيئة للجمهورية الإسلامية والتي تلقت تهديدات القمة بـ”اتزان شديد” كما تقول صحيفة “نيويورك تايمز”.
إلا أنه على الرغم من السياسيات الأميركية والإيرانية المتباعدة، تنتظر طهران تسلم أسطول من طائرات “بوينغ” الأميركية الصنع بموجب صفقتين وقعتهما طهران مع الشرطة الإيرانية بقيمة 22 مليار دولار.
كما أن أحدث عقد وقعته “بوينغ” وشركة الطيران الإيرانية “أسيمان” حصل بعد شهرين من تولي ترامب الرئاسة. فترامب الذي قامت حملته الانتخابية على وعود بإنعاش العمالة الصناعية لم يكن ليلغي اتفاقية توفر 18 ألف فرصة عمل للأميركيين.
برأي مراقبين، تشكل هذه الصفقات أدلة على استعداد إدارة ترامب للتعامل مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وهنا، ترصد “نيويورك تايمز” رد وزير الخارجية الأميركية ريكس تليرسون على سؤال خلال مؤتمر صحافي الرياض حول تلقيه اتصالاً من نظيره الإيراني، محمد جواد ظريف، إذ رحب تليرسون بالفكرة وقال إن الإدارة الأميركية “مستعدة للحوار دائماً”.
ويشكل هذا الرد نقطة مهمة بالنسبة للعلاقات الأميركية الإيرانية، وتفرض ضرورة أن تحافظ واشنطن وطهران على علاقات مفتوحة. وفي هذا الإطار، يبدو لافتاً للنظر أن شخصيات عدة انتقاها ترامب في إدارته أتت من خلفية اقتصادية وتجارية، مما يعني أن هؤلاء يبدون استعداداً دائماً للبحث عن أعمال مشتركة لا عن حروب يخوضونها.