انقساماتٌ خليجية كبيرة تهدد مجلس التعاون الخليجي بالتفكك، بعد رفض قطر وسلطنة عُمان للتوجه السعودي ضد إيران.
تقرير عباس الزين
غردت قطر وسلطنة عُمان خارج سرب التوجهات التي حددتها السعودية للدول الخليجية، ضمن ما سوقت له من ائتلاف أميركي عربي إسلامي ضد إيران.
وبغض النظر عن صحة التسريبات الأخيرة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني من عدمها، والتي تذرعت بها الرياض وأبوظبي لشنِّ هجومٍ لاذعٍ على الدوحة، فإن أمير قطر أعلن مراراً رفضه للتوتير مع إيران، لا سيما في اتصاله الأخير مع الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني والذي جاء بعد الحملة الإعلامية ضد قطر، حيث أكد على أنه “سيصدر أمراً إلى الأجهزة المعنية في بلاده ببذل المزيد من جهودها بهدف تعزيز التعاون بين طهران والدوحة”.
أشعلت العلاقات الإيرانية القطرية الغضب السعودي إضافة إلى الإماراتي، أضف إليها الموقف اللافت للنظر من سلطنة عُمان، الواضح والصريح والمقصود في هذه البرهة بالتحديد. وأوضح وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي، تعليقاً على تصريحات أمير قطر، أن “العلاقات الثنائية مع إيران هي الأقوى”. وأضاف علوي لقناة “بي بي سي” العربية أنه ومنذ قيام الثورة الإسلامية في إيران إلى اليوم هناك “توافق في وجهات النظر، وعلاقاتنا مبنية على المحبة والصداقة والتعاون المشترك”، مشددًا على أن سلطنة عُمان “لا تهتم بالخلافات التي تطبع علاقة الرياض بطهران”.
وبحسب مراقبين، فإن وزير الخارجية العُماني أراد من تصريحاته هذه التأكيد على ضرورة التعقل، موجهاً رسالة للسعودية يقول فيها إن قطر ليست الوحيدة التي تخالفكم وجهات النظر، فلا تجعلوا من هذا الأمر باباً لصراع أنتم بغنى عنه.
إزاء تلك التطورات، تحدثت تقارير غربية وعربية عن إمكان خروج كل من قطر وسلطنة عُمان من ائتلاف الدول الخليجية، أو حتى اتخاذ قرار إخراجهم من مجلس التعاون بناء على قرار بقية الأعضاء تحت عنوان شق الصف من قبل هذه الدول.
لكن بعض الدول الخليجية الأخرى العضو في مجلس التعاون لا تحبذ هذا الأمر. ونقلت مصادر إعلامية أنباءً تتحدث عن تحذير بعض الزعماء الخليجيين من مغبة المساس بعضوية أي من أعضاء المجلس، وما لذلك من خطر على تفكيك المجلس برمته.