أظهرت الأزمة التي استجدت بين قطر وشقيقاتها الخليجية الثلاث مستوى فجور النظام السعودي في عداواته، وهو الذي لم تفارق صبغة الفوقية علاقاته مع بقية الأنظمة والدول.
تقرير رامي الخليل
انزلق الخلاف السعودي القطري إلى الدرك الأخلاقي الأسفل، حملة سعودية مركزة ضد قطر وأميرها تميم بن حمد آل ثاني لامست المحظور في الأعراف العربية الإسلامية والخليجية، وهو أمر يكشف المستوى المتدني الذي لا يتوانى إعلام نظام آل سعود عن بلوغه عند ظهور عداوة مع دولة ما، وفي التاريخ ما يشهد على مستوى فجور الرياض.
لم تتأخر صحيفة “الاقتصادية” السعودية في الرد على نشر قناة “الجزيرة” التلفزيونية القطرية رسماً كاريكاتورياً يهزأ بالملك سلمان بن عبد العزيز، فسارعت بدورها إلى نشر “تغريدة” على حسابها على “تويتر” خاضت فيها بأعراض العائلة الحاكمة في قطر، فتحدثت عن والدة أمير قطر الحالي، مما دفع بوزير الخارجية القطري محمد عبد الرحمن إلى الاستعانة بقول للإمام علي عليه السلام في رده على الصحيفة.
لم يكن هذا السُعار السعودي وليد اللحظة، فالتاريخ مليء بممارسات الرياض العدائية غير المحدودة، وليس أدل على ذلك ما ذهبت إليه الحكومة السعودية خلال الأزمة الاخيرة مع القاهرة عبر زيادة استثماراتها في سد النهضة الأثيوبي، في خطوة من شأنها أن تهدد الأمن المائي المصري.
وكان للإمارات أيضاً نصيباً من الفجور السعودي، وقد كان للخلافات الحدودية بين البلدين وخاصة لناحية أحقية تطوير “حقل شيبة”، الأثر البالغ في تعقيد الرياض لحياة الإماراتيين المُجبرين على المرور في الأراضي السعودية أثناء تنقلاتهم البرية.
لم تسلم سلطنة عُمان من عقوبات السعودية نظراً إلى خياراتها المغايرة لتوجهات آل سعود، وهي إلى جانب مواقفها الايجابية من إيران، رفضت المشاركة في تحالف العدوان السعودي في اليمن، ولم تتوانَ الرياض وفي هذا عن استغلال الحج وتوظيفه في الخصومة.
أما لبنان، الدولة الصغيرة أيضاً، فكانت عرضة للفوقية السعودية، وقد حاولت الرياض الاستيلاء على قرار الحكومة اللبنانية وابتزازها عبر التلويح بقطع أرزاق اللبنانيين العاملين على أراضيها، هذا فضلاً عن انحدار مستوى التخاطب، ولإن أهانت صحيفة “الرياض” الكيان اللبناني عبر رسم كاريكاتوري في عام 2016، وصفت صحيفة “عكاظ” قبل أيام رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون.. بـ”السفاح”.