تبرز تحركاتٌ أردنية حالياً في اتجاهات عديدة على وقع الخلافات الخليجية، في سعيٍ من قبل عمّان إلى البقاء على مسافةٍ واحدة من الجميع في انتظار النتائج.
تقرير عباس الزين
يقوم وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي بزيارة إلى كل من دولتي الإمارات والبحرين، في الوقت الذي يقوم الملك الأردني عبد الله الثاني برحلةِ عمرة، ولقائه الملك سلمان في جدّة. لا يمكن وضع تزامن تلك الزيارات في خانة الصدفة، لا سيما في ظلِّ الخلافات الخليجية الأخيرة بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهةٍ أخرى.
وأكدت مصادر إعلامية أن الأردن لم يتخذ موقفاً حتى اللحظة في الأزمة الخليجية، خلافًا لما كان متوقع، لا سيما أن الزيارة الأخيرة للملك سلمان إلى عمّان، حملت وعوداً كثيرة على صعيد المساعدة الاقتصادية، وإنشاء تحالفٍ عسكري يضمه تحت الرعاية الأميركية، والقيادة السعودية.
أدّى عدم إيفاء السعودية بوعودها تلك إلى توترٍ خفي في العلاقات، وأكد مراقبون أن العلاقة شهدت تراجعاً في الفترة الأخيرة، على الرغم من الزيارة التي وصفت بـ”الناجحة” للملك سلمان إلى العاصمة الأردنية عمّان وتوقيع اتفاقات اقتصادية ضخمة، لكن المنجز على الأرض ضعيف وليس بمستوى الاتفاقات التي تم توقيعها.
في المقلب الآخر، فإن الأخبار الرسمية الأردنية أشارت بما يشبه الجزم بأن العلاقة الأردنية القطرية تشهد تحسناً بطيئاً، كان آخره اتصال هاتفي بين أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني والملك عبد الله الثاني له دلالاته السياسية، بما أنه حصل بعد انتهاء قمة الرياض.
على الرغم من تراجع العلاقة بين الأردن والسعودية، والتقارب الأردني القطري، فإن عمّان اختارت الحياد في الأزمة الخليجية المتصاعدة. وبحسب مراقبين، فإنه بالنسبة إلى عمّان، قد لا يفيد التدخل في الشأن خليجي بقدر ما يضرّ المصالح الأردنية، خصوصاً وأن الرسائل التي تبثها السعودية والإمارات ضد قطر، تؤشر إلى تصعيد قادم قد يصل حدّ فصل قطر وسلخها من الجسم الخليجي.
تكمل جولة الملك عبدالله إلى الرياض، ووزير خارجيته إلى الإمارات والبحرين، مثلث الدول الغاضبة من قطر، وهي مؤشرات توضح أنه ثمة ترابط بشأن الأزمة مع قطر، والكشف محصور بالنتائج، وذلك بعد أن أكدت مصادر أردنية أن الهاتف القطري كان لطلب وساطة الأردن مع السعودية والامارات.