عام على الشهادة، وتبقى الذكرى حاضرة في الوجدان، فيما لا يزال الجثمان مغيباً.
على وقع الحصار، يحيي أهالي بلدة العوامية الذكرى الأولى للشهيد الناشط عبد الرحيم الفرج، الذي اغتيل على أيدي السلطات السعودية في شهر رمضان من عام 2016.
مع حلول موعد الافطار في السابع عشر من شهر رمضان المبارك قبل عام مضى، أقدمت قوات الطوارئ على محاصرة منزل عائلة الفرج بالمدرعات والآليات العسكرية، واقتحمته، وفتحت النيران على العائلة التي أصيب معظم أفرادها بالرصاص الحي، فيما ارتقى الناشط عبد الرحيم الفرج شهيداً، بينما كان مجتمعا مع أسرته على مائدة الإفطار في شهر الصيام.
لم تكتفِ القوات الأمنية بقتله وترويع اسرته وهتكها لشهر الله بل عمدت إلى التمثيل بجثمانه بالسلاح الأبيض، وأنهت بذلك حياة أحد نشطاء الحراك السلمي في المنطقة الشرقية، مسجلة جريمة جديدة للنظام السعودي بحق النشطاء والأهالي الشرقيون.
لم يكن لعملية اغتيال الشهيد الفرج سابق إنذار، فقد استدعته السلطات الأمنية للتحقيق غير مرة واستجاب للاستدعاء ومثل أمام التحقيق، إلا أن مداهمة المنزل والاقدام على التمثيل بالجثمان وإصابة أفراد العائلة وانتهاك الحرمات والعبث بأثاث المنزل لا تبرير لها، فالفرج لم يكن مسلحاً والعناصر باشروا بإطلاق النار الكثيف مباشرة على منزله.
وكعادتهم، تلقى أهالي المنطقة الشرقية نبأ شهادة الفرج بالفخر والصبر والصمود والتأكيد على مواصلة الطريق والنهج السلمي حتى نيل المطالب التي كان الشهيد في صفها الأول، فيما زفّته والدته بالأهازيج والتهليل والصلوات والشموع والورود، معلنة فخرها بأبنائها الشهداء.