دخلت تركيا على خط دعم قطر، ضد السعودية والإمارات، لتؤسس لمرحلةٍ جديدة ستكون فيها المنطقة أمام محاور منقسمة وجاهزة لأي تصعيد.
تقرير عباس الزين
مذكرةً بدعوةِ حاكم قطر، جاسم آل ثاني، قوات عثمانية تركية لحمايته في العام 1871، أشارت صحيفة “عكاظ” السعودية إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحاول إرجاع أمجاد الدولة العثمانية، من البوابة القطرية، لكن هذه المرّة من خلال أميرها الحالي تميم بن حمد آل ثاني.
يأتي مقال الصحيفةِ هذا في سياق حملةٍ واسعةٍ يشنها الإعلام السعودي والإماراتي ضد تركيا، على خلفية دعم الأخيرة لقطر. فقد اعتبر كتّاب سعوديون أن سياسة جماعة “الإخوان المسلمين” تبدلت من العمل في الخفاء إلى اللعبِ على المكشوف، خاصة بعد ان استقوى زعيمهم واستطاع أن يكسب جولاتٍ اقتصادية وسياسية، في إشارةٍ إلى تحركات الرئيس التركي الأخيرة على أكثر من صعيد.
وجاء الرد التركي على الحملة الخليجية بشكلٍ يحمل لغة التصعيد، من قبل رئيس الوزراء بن علي يلدريم، الذي حذّر من احتمال تحول الأوضاع في منطقة الخليج العربي من أزمة إقليمية إلى “أزمة دولية”، فيما أكد أردوغان أن بلاده ستواصل دعم قطر، زاعماً أنه “لم يرَ حتى هذا اليوم أنّ قطر دعمت الإرهاب”.
وبالتزامن مع إعلان جمعية المصدرين الأتراك تزويد قطر بالمواد الغذائية بسبب الحظر الجوي والبحري على الدوحة، طالب أردوغان برفع “الحصار” المفروض على قطر “بصورة كاملة”، فيما دشن سعوديون وسماً على “تويتر” يدعو إلى مقاطعة المنتجات التركية. وتداول مستخدمون بينهم إعلاميون ودعاة، صوراً وأسماء منتجات تركية تباع في داخل السعودية، مرفقة بتحذير لتجنب شرائها.
ومع موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات إلى قاعدة عسكرية في قطر، استخدم سعوديون وإماراتيون وسم #5000جندي_تركي_لحمايه_تميم نددوا من خلاله بالخطوة التركية لإرسال قوات إلى قطر وبما وصفوه بـ”استعانة الدولة القطرية بالقوات التركية لحمايتها من دول الخليج المجاورة”.
ورأى العديد من الصحف ووسائل الإعلام العالمية أن موقف السلطات التركية من الأزمة الخليجية الراهنة تضعها على مسار تصادم مع الرياض. وذكرت “فايننشال تايمز” البريطانية أن القرار التركي “سيغير من المعادلة الإقليمية الراهنة”، فيما أشارت وكالة “بلومبرج” الأميركية إلى أن أردوغان “يقف الآن مع قطر ضد السعودية”، في دعم جماعة “الإخوان المسلمين” ضد مصر.