السعودية/ نبأ- كشفت صحيفة "السفير" اللبنانية، انه وخلال ساعات تتحدد الإستراتيجية الأميركية الجديدة إزاء «داعش»، ويلقي الرئيس باراك اوباما خطابا يرسم فيه الخطوط العريضة للسياسة الأميركية في السنوات المقبلة تجاه «دولة الخلافة»، والخيارات التي ستعتمدها الولايات المتحدة، بين وقف تمددها او احتوائها أو تدميرها، ودرس البدائل المتاحة عن تنظيم «الدولة» الذي قدم الكثير من الخدمات للإستراتيجيات الإقليمية من تركية وخليجية، قطرية وسعودية، أو دولية من أميركية وغربية في قتال الجيش السوري، قبل أن يختلف معها في العراق بشكل خاص، وتخرج عن نطاق السيطرة في سوريا.
وقالت الصحيفة انه ينبغي على الأميركيين بناء على ضغوط تركية وسعودية وغربية، التوصل إلى تحديد إستراتيجية ضد «داعش» لا يستفيد منها الجيش السوري. كما ينبغي عليهم إقناع الاستخبارات التركية والرئيس رجب طيب أردوغان، بالتخلي عن دعمهم لـ«داعش»، وتقديم مجموعة سورية مسلّحة اخرى قادرة على استنزاف الجيش السوري، وهو ما يبدو صعباً حتى الآن.
وبحسب مصادر ديبلوماسية، يطالب الأتراك بفرض منطقة حظر جوي فوق الشمال السوري كتعويض عن جنود البغدادي، وللقبول بالمشاركة في أي جهد إقليمي ضد «داعش»، الذي ساهم ضمن الإستراتيجية التركية المزدوجة تجاه سوريا و«حزب العمال الكردستاني»، في توريط الأخير في معارك بعيدة عن تركيا وزجّه في جبهات كوباني عين عرب السورية، وإرسال آلاف المقاتلين من معقلهم التاريخي في جبل قنديل، إلى مخمور وجلولاء وكركوك وغيرها، دفاعاً عن الأكراد، وحروب أهلية تشغله عن تركيا.
وأضافت أن ذلك يتزامن مع الإعلان الرئاسي الأميركي، في تسارع واضح لبناء تحالف عالمي ضد الإرهاب، يوفر للرئيس الأميركي ركائز دولية وإقليمية لتنفيذ سياسته التي يمكن الاعتماد عليها. فبعد الكشف عن النواة الغربية والأطلسية، للتحالف مع واشنطن ضد «داعش»، التي تضم فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا والدنمارك وألمانيا وإيطاليا وتركيا وبولندا، استدعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى جدة مؤتمراً إقليمياً غداً، دعا إليه وزراء خارجية عشرة بلدان عربية، من بينها دول «مجلس التعاون الخليجي» والأردن وتركيا ومصر ولبنان.
وقالت الصحيفة، ان الخيارات الرئاسية الأميركية الأولى متجهة نحو احتواء «داعش» في العراق أكثر منها نحو تدميره. فمن دون قوة برية محلية على الارض في سوريا مشابهة للتحالف القائم في العراق من جيش عراقي وبشمركة وقوات «حزب العمال الكردستاني» وغرفة عمليات إيرانية في أربيل ومقاتلي العشائر السنية، لا يمكن الاستغناء عن الجيش السوري القوة الجدية الوحيدة في مواجهة «داعش».
وأفادت انه من الواضح أن الاستخبارت الأميركية ووزارتي الدفاع والخارجية، لا تدعم خيار عدم إرسال قوات برية وأجندة زمنية تتخطى وتفيض عن الولاية الحالية للرئيس أوباما، بحسب ما قال كيري، من أن «هذه المعركة قد تستغرق عاماً أو عامين أو ثلاثة أعوام».
وفي الإشارة إلى رد الفعل الروسي على تبلور التحالف ضد الإرهاب، قالت كان ذلك اتهاما لواشنطن بالتخطيط لاستخدام التحالف وفرصة الغارات الجوية لتوجيه ضربات للجيش السوري، إلى عدم القيام بأية تدخلات خارجية إلا بعد الحصول على موافقة الحكومات المحلية.
وبحسب الصحيفة، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التحالف الدولي لا يمكن أن يكون فعالاً، بسبب قيامه على أساس مصالح مجموعة معينة من الدول والسعي إلى تحييد الخطر في منطقة واحدة دون أخرى. وقال لافروف إنه «لا يمكن محاربة الإرهاب في سوريا بالتوازي مع مطالبة الرئيس الأسد بالرحيل».
وفي سياق المواقف الروسية المعلنة التي تضغط لإشراك سوريا في التحالف ضد الإرهاب، واعتبار الجيش السوري شريكاً شرعياً وضرورياً، تبدو الخيارات السورية محدودة في بناء «تحالف روسي إيراني سوري» ضد الإرهاب، يستند إلى مشاركة روسية في ضربات جوية ضد «داعش»، بحسب السفير.