قطر / نبأ – كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن أن “دولة الإمارات العربية المتحدة تمول جزئياً مجموعة استشارية أميركية، يديرها مسؤولون سابقون في وزارة الخزانة الأميركية. ويرتبط بالمجموعة كتاب وصحافيون يهاجمون قطر في الآونة الأخيرة، ويتهمون مواطنين قطريين أو مقيمين في قطر، بدعم منظمات إسلامية تدرجها وزارة الخزانة الأميركية في قائمة الإرهاب”، بحسب صحيفة “العربي الجديد” المملوكة لقطر.
وتوضح الصحيفة في تقرير لها 7 سبتمبر/أيلول الجاري شارك في جمع معلوماته مراسلوها في القاهرة، القدس المحتلة، وغزة، أن الإمارات وقعت عقداً يكفل لها الاستعانة بخدمات مجموعة “كامستول” الأميركية، وهي جماعة ضغط مسجلة رسمياً في واشنطن وتنشر أسماء كبار العاملين فيها على موقعها الالكتروني.
وتشير سيرهم الذاتية إلى أن معظمهم سبق له العمل في مواقع مهمة في وزارة الخزانة الأميركية، الأمر الذي يؤكد إطلاعهم على دهاليز الوزارة وأساليب العمل فيها.
ويجبر القانون الأميركي “جماعات الضغط” ومكاتب الاستشارات السياسية على أن تفصح عن عملائها، سواء كانوا أفراداً أو حكومات. وفي حال تورط أية شركة أميركية أو مواطن أميركي بالعمل لصالح حكومة أجنبية أو جهة غير أميركية، من دون أن يكون مسجلاً رسمياً لدى السلطات المختصة، وكاشفاً عن الجهات، التي يعمل لها، فإنه قد يحاكم بتهمة التجسس.
ووفقاً لتقرير “نيويورك تايمز” فإن وثائق المجموعة المسجلة لدى وزارة العدل الأميركية تتضمن نمطاً من التواصل مع صحافيين شاركوا في حملة ضد دولة قطر، عبر مقالات تتهم الدوحة بلعب دور في تسهيل حملات التبرّع لمنظمات مدرجة في قائمة الإرهاب الأميركية، في مقدمتها حركة “حماس” الفلسطينية.
ويلمح التقرير إلى وجود نوع من الرضا والتفاهم على المستوى الحكومي، يمكن استنتاجه من نجاح قطر في إنقاذ حياة مواطنين أميركيين، كان آخرهم الصحافي بيتر ثيو كرتيس، الذي ظل مختطفاً في سورية لنحو عامين. لكن تقرير “نيويورك تايمز” يلفت إلى أن مسؤولين في كل من مصر وإسرائيل والسعودية والإمارات، يحاولون توجيه الاتهامات إلى قطر بسبب توفيرها الملجأ الآمن لبعض قيادات “الإخوان المسلمين” المطاردين من بلدانهم، وقيادات حركة “حماس” المطاردين من (الاحتلال) الإسرائيلي، علاوة على وجود انقسامات سياسية تجاه ما يجري في سورية وليبيا، وبقية بلدان الربيع العربي. وتشير الصحيفة إلى أن إسرائيل استفادت من الانقسام الخليجي في تكثيف الضغط على قطر، لوقف دعمها حركة “حماس”، وتؤكد أن حملة سابقة شنها مسؤولون إسرائيليون وصحف إسرائيلية ضد قطر للغرض ذاته.