تنتظر الاستخبارات الإسرائيلية في واشنطن مهمة التأكد من أن الرئيس الاميركي سيحرص على تطبيق ما جاء في خطابه من إجراءات وعقوبات ضد إيران، بعدما كان ترامب قد عبر عن المخاوف الإسرائيلية في استراتيجيته الجديدة تجاه إيران.
تقرير هبة العبدالله
المسوغات التي قدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في خطابه الأخير، لتبرير رفضه التصديق على الاتفاق النووي مع إيران صاغتها له مخابرات الاحتلال الإسرائيلي وفقا لما جاء في تحقيق صحافي إسرائيلي.
وبحسب التحقيق الذي نشره موقع صحيفة "ميكور ريشون" وأعدّه معلق الصحيفة العسكري يحئيل عوفر، فإن الدوائر الاستخبارية الإسرائيلية تشعر برضا تام لأن ترامب تبنى في خطابه عمليا كل المخاوف الإسرائيلية من الاتفاق.
وأشار التحقيق إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية نجحت في إقناع ترامب بأن هناك ثلاث ثغرات بالغة الخطورة في الاتفاق تستدعي عدم إقراره مجددا تتجسد في خلوه من شروط يمكن أن تقلص من قدرة طهران على تطوير برنامجها النووي في المستقبل، وعدم حرص القوى العظمى على تقييد مظاهر المنعة العسكرية الإيرانية التي يمكن أن تفاقم خطورة البرنامج النووي، إلى جانب تجاهل إمكانية أن تستغل طهران الاتفاق في "التوسع الإقليمي وتشجيع الإرهاب على حد تعبيرها.
ولفت التحقيق إلى أن المخابرات الإسرائيلية نجحت في إقناع إدارة ترامب بالخطورة التي ينطوي عليها خلو الاتفاق من فرض قيود وضوابط تحرم إيران من مواصلة البحث والتطوير النووي أثناء فترة العمل بالاتفاق.
وأشار التحقيق إلى أن الإسرائيليين أقنعوا واشنطن بأن السماح لإيران بمواصلة الأبحاث النووية ينطوي على خطورة كبيرة، لأنه يسمح لها بتطوير قدراتها العلمية والتقنية التي تمكنها من تطوير السلاح النووي في حال قررت ذلك.
ولفت إلى أن ترامب اقتنع برأي رجال الاستخبارات الإسرائيليين، بأن أخطر ما في الاتفاق النووي يتمثل في عدم تضمينه آليات مفصلة لمراقبة البرنامج النووي الإيراني، بعد انقضاء فترة العمل بالاتفاق التي تمتد إلى عشر سنوات.
وحسب التحقيق، فإن البيت الأبيض تبنى موقف المخابرات الإسرائيلية التي حذرت من عدم فرض قيود على المظاهر العسكرية المرتبطة بشكل غير مباشر بالسلاح النووي، وتحديدا الترسانة الصاروخية، وهو ما دفع ترامب للتشديد على خطورتها.
وعزا التحقيق مزاعم ترامب بأن الإيرانيين باتوا "أكثر عدائية" بعد الاتفاق النووي إلى تشربه الرسائل الإسرائيلية التي حذرت من توظيف طهران الاتفاق في مد نفوذها الإقليمي.