السعودية / نبأ – إحتفلت المملكة العربية السعودية اليوم الثلاثاء باليوم الوطني الـ 84 لتأسيس دولة آل سعود التي وضع لبنتها الأولى عبدالعزيز آل سعود بعد نجاحه في سياسة تسوير أراضي المملكة ووضع قواعده لبناء “مملكة”.
ويأتي الاحتفال باليوم الوطني لهذا العام في وقت شهدت المملكة تحولات ضخمة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والصحية والزراعية والصناعية والتعليمية والاجتماعية، في ظل عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، ما جعل السعودية تتخبط في الساحة العربية بإنتصارات الخصوم.
تتحدث الصحف المحلية عن إنجازات المملكة، ويبدو أنّ الإنجازات الإقتصادية تتصدر صفحات الجرائد حيث باتت تمتلك المملكة ثاني أكبر احتياطي للبترول وسادس احتياطي غاز، وأكبر مصدر نفط خام في العالم والذي يشكل قرابة 90% من الصادرات، كما تحتل المرتبة التاسعة عشرة من بين أكبر اقتصادات العالم وهي خامس أكبر مساهم في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وتملك حق نقض فيتو بقوة 3% في صندوق النقد الدولي.
أمّا على الصعيد الداخلي، تمارس القتل والجلد عبر «القانون» ضد النشطاء، حيث طالبت الأمم المتحدة الرياض بإطلاق سراح النشطاء المعتقلين عدة مرات، وأعربت في كل مرة عن قلقها للاعتقال التعسفي للمدافعين عن حقوق الإنسان في السعودية، فيما عشرات الآلاف في سجون الرأي، يتم التحقيق معهم “بأساليب غير إنسانية، والحكم عليهم في محاكم غير عادلة”.
الإنجازات السياسيّة، تذكرها الصحف، أهمها مبادرة الملك بإنشاء اتحاد خليجي في ظل عدم الاستقرار والعنف الذي تشهده المنطقة وهو الإتحاد الذي لم يتم حتّى الآن على أنّه من أبرز الانجازات في هذا الصدد. هذا ويبرز مستوى العلاقة مع قطر المتدني في ساحة العلاقات الخليجية، والتي وضعتها السعودية بين أمرين، امّا تنفيذ اتفاق الرياض أو الطرد من المنظومة الخليجية.
فشلت المملكة في حربها الغير مباشرة على سوريا، إلى أنّ إرتدّ خطر الإرهاب إليها بعد دعم دام سنوات للجماعات الإرهابية المسلحة، دعمٌ مادي ومعنوي وتعبوي وإستخباراتي. فعمل مفتي عام المملكة وحاشيته بتبرئة السعودية ومناهج تعليمها من الفكر الداعشي، بعد الإتهامات الكثيفة بأنّها هي الراعي الرسمي والممول لداعش التي خرجت منها.. كما لم تحقق تصالح مع العراق بعد إزاحة المالكي، ولم تستطع أخيراً «تأمين ظهرها» جنوباً، نتيجةً لسياساتها الخاطئة في اليمن، في وقت عرفت فيه إيران، البعيدة جغرافياً، كيف تدير سياساتها هناك بواسطة «العقل» لا المال، فكانت النتيجة تفوقاً إيرانياً، هذا على صعيد المنطقة. وعلى الصعيد الدولي، تبقى المملكة تقدم من رصيدها ومصالحها السياسية لصون العلاقة مع الولايات المتحدة “حامي أمن الخليج” أكثر مما تحصل عليه في المقابل.