نبأ نت – بلحظة، تخلت السعودية عن أقرب حلفائها إرضاء لواشنطن. فضلت البقاء تحت عباءة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على علاقة ضربت بعمقها أطناب التاريخ مع باكستان، وهي علاقة حملت ثقلاً سياسياً واستراتيجياً واقتصادياً واجتماعيا.
فقد كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن الولايات المتحدة أدرجت باكستان على “قائمة تمويل الإرهاب” بعد تخلي السعودية عن دعمها، والموافقة على الخطوة الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين مطلعين على النقاشات قولهم إن الرياض رضخت لضغوط واشنطن، ليصدر قرار بإدراج إسلام آباد في قائمة الدول التي “لا تبذل ما يكفي من جهد لمحاربة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال”.
ويعود الإصرار الأميركي، بحسب المسؤولين، إلى رغبة واشنطن في معاقبة إسلام آباد بسبب ما تقول إنه “تراخٍ” من الأخيرة في “محاربة الإرهابيين على أراضيها”، علماً أن الإدارة الأميركية سحبت، في شهر يناير / كانون الثاني 2018، مساعدات أمنية لإسلام آباد بقيمة ملياري دولار.
ويؤدي إدراج باكستان في لائحة “مجموعة قوة المهام للعمل المالي” إلى أن تقترض من الخارج بكلفة أعلى، وأن تخضع لمراقبة أكثر لتحويلاتها البنكية الدولية، كما قد يضر بفرص جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
ومع تزايد الضغوط الأميركية، تعمل باكستان على تعزيز علاقاتها مع تركيا وروسيا والصين وإيران، في محاولة منها لمواجهة سياسة ترامب الجديدة في جنوب آسيا.
وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها إدراج اسم باكستان على القائمة، بعدما سبق إدراجها في الفترة بين عامي 2012 وحتى 2015. ويرى مراقبون للخطوة الجديدة أن هناك سبباً خفياً أيضاً وراء الإصرار الاميركي لا يتعلق بتمويل الارهاب، وإنما برفض باكستان قرار ترامب حول نقل السفارة الأميركية إلى القدس وإعلانها عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.