على خُطى السعودية، انطلقَت عجلة التطبيعِ الإماراتيِّ الإسرائيلي إلى العلنية من بوابة اقتصادية عسكرية برعاية أميركية، ولقاءات سرية تهدف إلى تمتينِ العلاقات السياسية.
تقرير: سناء ابراهيم
بعد أن شرّعت السعودية باب التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، يبدو أن الحليف الإماراتي يسرّع خطواته في المسار نفسه. وعلى الرغم من الانتقادات والاعتراضات التي تواجه خطوات التطبيع إلا أن الإمارات والسعودية تواصلان جهودهما في توثيق العلاقات مع العدو برعاية الإدارة الأميركية.
ولم يكن اختيار البوابة الاقتصادية للتداخل في العلاقات عبثياً، بل هدف إلى إفساح الطريق أمام دخول بلدان عربية جديدة، حيث تحرص تل أبيب بشكل دائم على إخفاء أسماء الدول العربية التي تُقيم علاقات سياسية واقتصادية أو أمنيّة معها، خوفاً من المواقف الشعبية والرسمية الرافضة للاحتلال.
ونقل موقع “الخليج أونلاين” الإلكتروني عن مصادر وصفها بأنها رفيعة المستوى حديثها عن بوادر تطبيع بين الإمارات وإسرائيل، موضحة “أبو ظبي قرّرت فتح صفحة غير مسبوقة في تاريخ علاقاتها مع الاحتلال”، مُستدلّة بـ”لقاءات عُقدت بين الجانبين في عواصم عدة”.
وكشفت المصادر عن لقاءات عدة سرية مشتركة جمعت مسؤولين إماراتيين وآخرين إسرائيليين رفيعي المستوى في العديد من العواصم، من بينها واشنطن خلال الأسابيع القليلة الماضية، فضلاً عن لقاءات مقبلة ستُعقد في أبوظبي.
تتطوّر العلاقة بين الإمارات وإسرائيل تدريجاً، خاصة بعد اغتيال “الموساد” القيادي في “كتائب القسام”، محمود المبحوح، في يناير / كانون الثاني 2010، حيث أنه بعد حادثة المبحوح جرت اتصالات ولقاءات عديدة بين مسؤولين إماراتيين وإسرائيليين، تجاوزت قضيّة الاغتيال ووصلت إلى حدّ إقامة علاقات اقتصادية وأمنيّة متينة قد تتطوّر لأن تصبح سياسية.
وكانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قد كشفت نهاية شهر مارس / آذار 2018 أن سلاح الجو الإسرائيلي أجرى، في 27 مارس / آذار 2018، مناورات جوية مشتركة مع مقاتلات عدة من جيوش أجنبيّة، من بينها الإمارات، في قاعدة سلاح الجو اليونانية.