السعودية/ نبأ (خاص)- نشر رجل الدين السعودي خالد الغامدي عبر حسابه على موقع تويتر سلسلة تعليقات مقززة حول التفجير الإرهابي الذي استهدف تجمعا لحركة أنصار الله في العاصمة اليمنية صنعاء. الغامدي أعرب عن سعادته بالتفجير، معتبرا أن ما أسماها عملية تطهير عاصمة الإيمان قد بدأت. مواقف تطرح المزيد من علامات الإستفهام حول مساعي المملكة السعودي في تكميم أفواه التفتين والتقتيل.
"كم هو جميل أن يرى شخص منظرا في غاية الروعة فيساهم في نشره ليتمتع به الغير"، هذا ليس وصفا للوحة طبيعية خلابة أو موقف إنساني نبيل، هذا ببساطة تعليق الشيخ السعودي خالد الغامدي على التفجير الإرهابي الذي استهدف تجمعا لحركة أنصار الله في العاصمة اليمنية صنعاء. الغامدي قال في تعليقات له عبر حسابه على موقع تويتر إن مشهد التفجير يشفي الصدور ويروي الغليل، مضيفا أن القادم أقوى بإذن الله وأنكى وليس بيننا وبين جماعة الحوثي إلا الدم الدم والهدم الهدم.
وتابع الغامدي الذي يتولى تقديم برامج فتنوية على قناة وصال أن ما أسماها عملية تطهير عاصمة الإيمان والحكمة قد بدأت، متسائلا: هل يجوز أن يبقى في هذه العاصمة دين الزنا والسرقة والقبور على حد زعمه.
واستخدم المدعو الغامدي مصطلحات حاطة بالكرامة الإنسانية في توصيفه لما شهده ميدان التحرير في صنعاء، متوجها بعبارات التكفير إلى حركة أنصار الله.
ليس الأمر بجديد، لطالما شكل هذا الرجل رأس حربة التفتين والتحريض على القتل والتكريه والإيغال في دماء المسلمين، أشهر ملاحمه تلك التي اجترحها قبيل أسابيع قليلة من تعرض مجمع وزارة الدفاع في العاصمة اليمنية صنعاء لهجوم دموي أودى بحياة العشرات من العسكريين والأطباء والممرضين، حينها شن الغامدي هجوما عنيفا على مدير المستشفى بتهمة التساهل في حماية الجرحى السلفيين الذين سقطوا في معارك دماج، متوعدا إياه بحملة تجازيه عن تقصيره في حمل الأمانة كما قال. وهذا ما حدث فعلا، ما هي إلا أيام معدودات حتى اقتحم الجاهلون المتنسكون مجمع العرضي في صنعاء وأمعنوا فيه تقتيلا من دون رحمة أو وجل.
سؤال بسيط يطرح نفسه في هذا المقام، لماذا لا تقدم السعودية على تكميم أفواه دعاتها المسعورين وكبح جماحهم الدموي ومحاصرة حملاتهم الطائفية والمذهبية البغيضة؟ الواقع يقول إن السجون الملكية لا تتسع إلا لأمثال الشيخ نمر النمر ووليد أبو الخير وغيرهما من المعارضين السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان، أما مشائخ الوهابية الأكثر تشددا وأبواقها الأشد صلفا فيمكنهم أن يسرحوا ويمرحوا في البيت السعودي أو ملحقاته على هواهم، بل إن أمراء النفط يتولون بأنفسهم تمويل خزعبلاتهم الفقهية، عبد العزيز بن فهد لم يكن الأول ولن يكون الأخير، صاحب السهم الأوفر في إمبراطورية أم بي سي اعترف بأنه افتتح قناة وصال الفارسية عام ألفين وأحد عشر نصرة للسنة النبوية وسيرة السلف الصالح كما قال.
وبعد، هل تريدون محاربة داعش؟ هاكم منبعه… تجفيفه على نحو كامل هو السبيل الكفيل بالقضاء على الإرهاب الماضي والحاضر والمقبل حتما.