مصر / متابعات – وصف مقال للصحفي الإسرائيلي أمير تيبون، قائد الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي، بأنه بات يمثل شبكة دعم تقدم لإسرائيل مكاسب طويلة المدى في أي خطوة مستقبلية على الساحة الإسرائيلية الفلسطينية، مؤكدا أنه أكثر زعيم عربي محبوب في إسرائيل منذ وفاة الملك حسين.
وأكد تيبون – في مقاله في موقع والا الإسرائيلي اليوم – أن السيسي وزعماء آخرين في المنطقة على استعداد لاتخاذ خطوة جديدة وتاريخية في علاقاتهم مع إسرائيل، مع تجاهل القضية الفلسطينية أو التسليم الصامت بعدم وجود حل للمشكلة الفلسطينية، على حد تعبيره.
ووصف الصحفي الإسرائيلي دعوة السيسي لإسرائيل للمشاركة في إعمار قطاع غزة أمس في مؤتمر إعمار غزة المنعقد في القاهرة بأنه التوجه الأكثر وضوحا من قبل زعيم عربي لإسرائيل منذ سنوات، وأنه كان إيجابيا نسبيا دون اتهامات أو تشهير.
ووصف تيبون توجه السيسي المباشر للإسرائيليين بأنه جعل خدود كيري تتورد، ودفعه للانجراف في ساعات المساء حتى التصريح بشأن “تقدم حقيقي” في المسألة السياسية بين إسرائيل وفلسطين.
وأشار إلى أن فرص استئناف العملية السياسية كانت معدومة حتى الأمس، خاصة مع الفشل الذريع لجولة المحادثات السابقة التي أدارها كيري، مؤملا أن السيسي قد يحسن من تقدم العملية السياسية بين إسرائيل وفلسطين قليلا.
وبين أمير تيبون أن المشكلة الرئيسية هي انعدام الثقة والريبة بين نتنياهو وأبو مازن رغم أنهما يحظيان بمنظومة علاقات ممتازة مع الرئيس المصري، موضحا أنهما غير مستعديْن للنظر في أعين بعضهما البعض، وطالما لم تحل هذه المشكلة، فمن الصعب أن يقود الكلام المتفائل لتقدم حقيقي، على حد تعبيره.
ويحظى قائد الانقلاب العسكري المصري بشعبية قوية واهتماما كبيرا من وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ قيامه بالانقلاب على الرئيس المصري المنتخب، محمد مرسي، في الثالث من يوليو 2013.
فقد قال عمير روبوبوت، المحلل السياسي الإسرائيلي: إن السيسي يُنظر إليه في إسرائيل على أنه بطل وعبقري وزعيم يتمتع برباطة جأش منقطعة النظير، موضحًا أن المخابرات الإسرائيلية وصفت السيسي في ملفاتها بأنه متروٍ، وطني مصري، قادر على اتخاذ القرار، زعيم.
ووصف تسفي برئيل، محلل الشؤون العربية لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، فوز قائد الانقلاب بالرئاسة في مصر بأنه بشرى سارة لإسرائيل والإسرائيليين، مؤكدا أن التعاون بين السيسي وإسرائيل لن يواجه أي صعوبات أو تساؤلات شعبية.
كما وصفت جريدة معاريف الإسرائيلية، العلاقة بين إسرائيل وبين قائد الانقلاب بأنها “شهر عسل جديد”، مشيرة إلى أن العلاقات بين البلدين باتت “وثيقة للغاية”.
وإبان حرب إسرائيل على غزة الأخيرة، ثارت تقارير عن مبادرة سلام مصرية من قائد الانقلاب تقضي بضم أجزاء واسعة من سيناء لقطاع غزة، مقابل تنازل الفلسطينيين عن حدود ما قبل 5 يونيو 1967، وصفها وزراء إسرائيليون بأنها “كرم مذهل من قبل السيسي”، وذلك رغم نفي السيسي لتلك المبادرة في وقتها.
ووضع المحلل الإسرائيلي، أفرايم كام، نائب رئيس مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، أربعة أسباب لتأييد إسرائيل لقائد الانقلاب العسكري المصري، وهي أن السيسي ينظر إلى السلام مع إسرائيل كثروة استراتيجية، ولا يشكك في ضروريته، كما أنه يدرك الميزات الكامنة في التنسيق العسكري مع إسرائيل، كما أنه أفضل كثيرا من حكمة الإخوان المسلمين الذين يكنون لإسرائيل الكراهية والعداء، حسب تعبيره.