أخبار عاجلة

لوبوان الفرنسية: هل يمكن للتكنولوجيا الحديثة أن تقضي على فيروس إيبولا؟

السعودية / لوبوان الفرنسية – تتزايد المبادرات باستخدام تقنيات متطورة لهزيمة الفيروس القاتل، خصوصا في نيجيريا، التي تمكنت من احتوائه، فقد تبرع مارك زوكربيرج، مؤسس موقع الفيسبوك الاجتماعي، بـ 25 مليون دولار لمحاربة تفشي الإيبولا، ما يعتبر مؤشرا قويا.

ويقول مؤسس الفيسبوك إن “الفيروس ينتشر بسرعة كبيرة، ويتوقع البعض أنه يمكن أن يتسبب في العدوى لمليون شخص أو أكثر في الأشهر القليلة المقبلة إذا لم يُفعل شيء لمكافحته”، كما تمنى مارك زوكربيرج أن يسمح المال المتبرع به إلى المساعدة في “إحداث المراكز الصحية وتدريب العاملين، وتحديد المرضى”. مضيفا: “نحن نأمل أن يساعد هذا المال في إنقاذ الأرواح والحد من انتشار هذا الوباء”.

وقد تبرع  مارك زوكربيرج، مع بيل غيتس، بالمزيد من الأموال ما يفوق ما تبرعت به كل من الصين والهند مجتمعتين لمجابهة هذه الآفة. ونقدم هنا بعض المختارات للتطورات التكنولوجية الواعدة للمساهمة في القضاء على هذا الوباء:

الكشف

صادقت مفوضية شؤون الطاقة الذرية والطاقات البديلة بفرنسا على اختبار للتشخيص السريع لسلالة الفيروس الموجود حاليا في غرب أفريقيا تم تطويره في مختبر الميكروبيولوجيا في مدينة ليون الفرنسية.

وأطلق على هذا الاختبار اسم “إيبولا eZYSCREEN” وهو عبارة على آلة بحجم ولاعة السجائر، مهمتها الكشف في أقل من عشرة دقائق من خلال قطرة من الدم، أو البلازما أو البول، عن تواجد سلالة الإيبولا.

كما بدأت شركة في التكنولوجيا الحديثة في العمل على منصة للتعرف النانوتكنولوجي ستمكن من تحديد المرض على نطاق واسع.

التنبيه

أشادت منظمة الصحة العالمية مؤخرا بالمجهودات التي قامت بها نيجيريا، حتى إنها أصبحت “خالية من انتقال الفيروس”. ومع أنه لا يزال هناك خطر العدوى، فإن التمكن من وقف انتشاره يستحق كل التقدير. وتحقق هذا الإنجاز الهام بفضل تعميم تطبيقة إعلامية على الهاتف الجوال أنجزتها منظمة غير حكومية اسمها “الصحة الإلكترونية ونظم المعلومات”.

وتمكن هذا التطبيق من تقصير الوقت بين ظهور الأعراض وتنبيه الفرق الطبية من 8 ساعات إلى التدخل الفوري. وتفكر المنظمة غير الحكومية في بيع هذه التطبيقة في سيراليون وغينيا وليبيريا، كما وضع الفرنسي سيدريك مورو خريطة تشاركية وتطورية للحالات المبلغ عنها، التي ستسهل نقل المعلومات على نموذج أوبن ستريت ماب.

التجهيز

استعمال التكنولوجيا أمر جيد، والأفضل معرفة استخدامها. وهذا ما يفسر الهبة التي قدمتها شركة ل- ج( LG)  الكورية والمتمثلة في أكثر من 2000 هاتف ذكي. كما نسجت على منوالها شركة سامسونج التي سترسل 3000 هاتف غالاكسي للمستشفيات في غينيا وسيراليون وليبريا، وفقا لبرنامج الأمم المتحدة الذي تمت تسميته “مشروع الربط الإنساني لمكافحة فيروس إيبولا”.

تحديد الموقع

يجب توفير بيانات ضخمة لمواجهة فيروس إيبولا. وقد مكنت شركة الاتصالات “أورونج” من بيانات مجهولة المصدر لـ15.000 مشترك في السنغال وكوت ديفوار إلى منظمة غير حكومية. وهذا سيساعد على تحديد المناطق المعرضة لخطر انتشار الوباء استنادا لتنقل السكان. ومنذ عامين، تم استخدام هذه الطريقة لقياس وتوقع تطور الملاريا في كينيا.

التنظيف

تدمير كل آثار الفيروس، هذه هي مهمة الروبوت “ليتل مو” من تكساس، الذي بيّن مدى فعاليته من خلال قدرته على التغلب على كل البكتيريا الموجودة في غرفة في أقل من عشر دقائق، وذلك باستخدام الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة منه والقادرة على إتلاف الحمض النووي للفيروس. وفي الولايات المتحدة، تم تجهيز 250 مستشفى بهذا الروبوت.

وتبقى التكنولوجيا عاجزة، إلى حد الآن، على القضاء نهائيا على فيروس الإيبولا، ولكنها ساهمت في الزيادة بشكل كبير في سرعة ردة الفعل البشري، ويمكننا القول بأن التكنولوجيا تفوقت فعليا على المرض حين تصبح قادرة على التوزيع السريع للقاح الذي يجب أن يكون متاحا للجميع.