نبأ – رغم قيام المملكة الاردنية بطرد السفير السوري بهجت سليمان وتوعد سوريا بالمثل، آثرت المملكة تهدأت النفوس مع دمشق حيث اصدرت اليوم الخارجية الاردنية تعقيباً على الحادث إعتبرت انّ طرد السفير لا يعني قطعاً للعلاقات الدبلوماسية، طالبة من دمشق تعيين سفير جديد.
المعارضة السورية التي رحبت بحادثة الطرد سارعت في تعيين “قائم بالاعمال” في الاردن منتظرة قرار الخارجية بقبوله، لكن على ما يبدو انّ “الاردن” لن يدخل غمار هذا الامر خصوصاً بعد طلبه من سوريا تعيين سفير جديد.
بالعودة إلى اسباب طرد السفير السوري، فإن موقع “إيلاف” نشر بعض الامور التي اشار إلى انه يمكن ان تكون اسباباً لهذا القرار.
وقال الموقع انّ السفير السوري ظهر خلال شريط فيديو، وهو يصافح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا وولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، ولكن بعد لحظة من سلام السفير على الملك، لوحظ التجهم على وجه الملك، الذي استدعى بنظرة خاطفة منه رئيس التشريفات الملكية عامر الفايز، وهمس في إذنه بكلمات لم تعرف، وعلى الفور نادى الفايز على عماد فاخوري مدير مكتب الملك، وبعد برهة من الوقت حضر وزير الخارجية.
وشهدت أجواء حفل الاستقبال الملكي لفترة من الوقت ما يمكن توصيفه بـ”الجلبة والتوتر واللبكة”..! وعلى الفور ثارت تساؤلات ما إذا كانت وجّهت دعوة إلى السفير لحضور حفل الاستقبال، وكيف تم التنسيق بشأنها، ومن قررها، هل القصر الملكي أم وزارة الخارجية، ومن المسؤول عن القرار؟
كما طرحت أسئلة عديدة مثل ما إذا كان صدر من السفير سليمان كلام قد يكون أزعج الملك خلال مصافحته له مهنئًا إياه بعيد الاستقلال أم لا؟
وكان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة حذر في وقت سابق هذا الشهر من أن السماح للسفارة السورية بتنظيم اقتراع للجالية السورية المنقسمة بشدة قد يجلب مشكلات أمنية في البلاد.
ونشر سليمان كتابات تتهم الأردن باستضافة إسلاميين أصوليين أرسلوا لقتال قوات الرئيس السوري بشار الأسد وتوفير ملاذ آمن للمئات من المنشقين عن الجيش السوري وتدريبهم بمساعدة سعودية حتى يعودوا وينضموا إلى صفوف مقاتلي المعارضة في سوريا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأردنية صباح الرافعي لوسائل الإعلام الرسمية “هذه الإساءات الموجّهة إلى الأردن وإلى أشقائه العرب من الأراضي الأردنية تعتبر خروجًا سافرًا على كل الأعراف والمواثيق الدبلوماسية.
في المقابل اوضحت مصادر لـ"العرب اليوم" ان قرار طرد السفير، جاء بسبب الانتخابات السورية ودعوة السفير لفتح المجال امام السوريين للتصويت على انتخاب الرئيس السوري بشار الاسد، ومهاجمته اليومية المملكة العربية السعودية، الامر الذي اثار استياء السعودية من تكرار الاساءات ويوميتها، عبر صفحة السفير الالكترونية.
ولم يخف المصدر غضب السعودية الشديد وشكواها المستمرة من التعريض اليومي بالاساءة لها وفضحها بانها دولة ارهابية وهابية تصدر المقاتلين لسورية.
دبلوماسي رفيع اكد لـ"العرب اليوم" ان قرار الطرد جاء قبل اجراء وتنفيذ مناورة الاسد المتاهب التي هاجمها السفير سليمان العام الماضي برغم انها تعقد للعام الثالث على التوالي وبالتوقيت نفسه، بالاضافة الى دعوة السفير المواطنين السوريين والمواطنين العرب على حد سواء للاقتراع يوم الاربعاء المقبل وهو موعد انتخابات الرئاسة السورية لانتخاب الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال السفير في خاطرته اليومية على الفيس بوك امس الاول الاحد تحت عنوان " صندوق الاقتراع الشعبي العربي "الشّرَفيّ" ( تتشَرّفُ سفارةُ الجمهورية العربية السورية في المملكة الأردنية الهاشمية، وصُنـدوقُ الاقتراعِ الشعبي العربي "الشَّرفيّ" في السفارة، باسْتِقْبالِ الشُّرَفاءِ العرب في "عمّان" عاصمة المملكة الأردنية الهاشميّة الشقيقة… وسوف يكونُ صندوقُ الاقتراعِ الشعبي العربي "الشّرَفي"، جاهزا ومُسْتَعِدا، لِكُلِّ عربيٍ شريفٍ، يَوَدُّ المشاركةَ المعنويّةَ والرَّمْزيّة، في انتخاباتِ رئاسةِ الجمهوريّة العربية السوريّة.
وكانت اخر تعليقات السفير سليمان عبر صفحته قبل صدور القرار بلحظات "بين الأداء الدبلوماسيّ الرّفيع … والأداء الدبلوماسيّ الرّديء، الدبلوماسية لا تصنعُ النَّصْرَ.. لكنّها تُتَرْجِمُهُ .. أو تُجْهِضُهُ".
وقال في هذا الصدد" وأمّا الأداءُ الدبلوماسيّ ، فَهُوَ نوعان:
أداءٌ ، بيروقراطيٌ ، جَامِدٌ ، كَسُولٌ ، غَيْرُ مُبَادِرٍ ، ينتظِرُ التَّعـليمات ، ويُنَفِّذُ حَرْفِياً ما يُطْلَبُ مِنْهُ فقط ، وكَفَى اللهُ المؤمنينَ شَرَّ القتال . . وأداءٌ دينامِيكيٌ حَيَوِيٌ مُبَادِرٌ إبْدَاعِيٌ ، لا يَحْفل بالانتقادات الفارغة، بل بإيجادِ السّبُلِ الكفيلةِ بالتّعبير الصحيحِ والسّليم ، عن القرار السياسي والعسكري ، وعن العُنْفُوانِ والشُّموخِ الذي تَمُورُ بِهِ صُدُورُ شُرَفَاءِ الوطن ، وعن الواجبِ الوطني والقومي والأخلاقي والمبدئيّ ، الذي يقعُ على عاتِقِ مَنْ كانَ لَهُمْ ، شَرَفُ التمثيلِ الدبلوماسيّ لِـ سوريّة والتعبير عنها ، في مُنـعَطَفٍ تاريخيٍ لا سَابِقَ له".