البحرين / نبأ – أُعلِن الحداد في ذكرى عاشوراء مع بدء شهر محرم الحرام، وبدأ المسلمون الشيعة يمارسون طقوسهم العاشورائية المعتادة، والتي يُعبّرون من خلالها على حزنهم على ما جرى في كربلاء، وتأكيدا على استمرار المعاني الإنسانية لثورة الإمام الحسين، والذي أُستشهد فيها مع أكثر من سبعين من أهله وصحبه بعد مذبحة بشعة قامت بها قوات الجيش الأموي، وبأمر من يزيد بن معاوية، والذي رفض الإمام الحسين إعطاءه العهد وتقديم البيعة.
وفي ظلّ الثورة المستمرة هناك، شهدت البحرين هذا العام اعتداءات ممنهجة قامت بها قوات النظام على المعزين الشيعة، في العديد من القرى والبلدات، ودمّرت القوات اللافتات والأعلام المعبّرة عن ذكرى عاشوراء، كما اشتبكت مع المتظاهرين، وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفرين المعزين والمواطنين الذين كانوا يشاركون في إحياء الذكرى.
وفي حين انتقدت منظمات حقوقية هذه التعديات، إلا أن أية إجراءات فعلية أخرى لم يتم اتخاذها ضد السلطات، لإجبارها على احترام الحريات الدينية للمواطنين.
عاشوراء البحرين ليست يوماً حزيناً على المسلمين الشيعة فحسب، بل إنه يوم حزين على المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والتي تكتفي بإصدار بيانات النحيب على انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين، من غير أن تُبادر إلى ضغوط إجرائيّة أخرى، كما تفعل في بلدان أخرى.
ويقول ناشطون بأن تقاعس المنظمات الحقوقية، وبينها مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أدّى إلى إمعان السلطات البحرينية في ارتكاب الانتهاكات الخطيرة، وإلى الحدّ الذي أضحى ذلك عملاً ممنهجاً ومستمراً، كما هو واضح من قوائم الانتهاكات التي تزخر بها الأعوام الثلاثة الماضية.
جهات رسمية في البحرين قالت بأن التعديات الجارية على مراسم عاشوراء هي “تصرفات فردية”، وتحدثت هذه الجهات على “مدونة سلوكية” متبعة لدى أجهزة الأمن، إلا أن معارضين قالوا بأن الانتهاكات الموثقة تؤكد أن ذلك بات نمطاً سلوكياً لدى الأجهزة، لاسيما مع اتساع نطاق هذه الانتهاكات وبلوغها حدّا فاضحاً خلال موسم عاشوراء هذا العام.