كباقة ورد تهدي الإحساء كوكبة من أبنائها البررة الى السماء..
شهداء.. نعم شهداء وإن كَبُر على الأحقاد الموغلة في نفوس معلولة أن تعترف بدمائكم أبرياء، برحيلكم مؤمنين، وبسموّكم صادقين، وبانتمائكم الى مجتمع المقهورين، والمحرومين..
من دالوة الإحساء تدلّى جرحٌ غائرٌ منذ عقود، وأفصح عن رواية قهر مفتوح، وكان الصمت يغلّفه، وكان الحبّ الفطري لحياة هادئة يدفع أبناء الواحة نحو التعالي على الجرح، فيما ظل الجور كجرّافة حقد يزيل المبني بأرواح البسطاء، وأهل الطيبة في واحة التسامح..
من أفسد على الأخلاّء تعايشهم في أرض الخير ليسوا دخلاء، وليسوا من غير بلد، فقد جاءوا من خلف مقاعد الدراسة، ومن تحت منابر الكراهية وقد ساكنتهم الأوهام طويلاً بأنهم يدخلون جنة من نسج خيال المصابين بداء الطائفة المنصورة..
رحل الشهداء بظلامتهم، ولمّا ترفع الصحف، وقد تركوا من ورائهم وصيّة مفتوحة على المكان والزمان الى قيام الساعة بأن الدماء التي سالت في دالوة الإحساء لا تغسل بزيارة مسؤول عينه على استقرار سلطته ولا بيان لمفتي يعزّ عليه الاعتراف بمن قتلوا ظلما وجوراً بأنهم شهداء..الرسالة ببساطة أن الدولة هي الجاني الأكبر فقد أمدّت الجناة بمبررات القتل، عبر خطابها التكفيري المتفشي في مؤسساتها..
أوقفوا التكفير بتجريمه رسمياً يتوقّف العنف..هذه باختصار رسالة الشهداء..والالتفاف ممنوع، وخلط الأوراق جريمة أخرى..