السعودية / نبأ – يكاد يتفق المحللون إلى أن دور المملكة السعودية بدأ يأخذ وتيرة متصاعدة من التراجع وذلك بالنظر إلى الأجواء المضطرية التي تُحيط المنطقة العربية
الباحث اليمني أحمد عبد اللاه يضع هذا التراجع في إطار مقاربة المملكة بوصفها قوّة اقتصادية عربيّة، وبما تمثله من مصدرٍ معنويّ وروحي للمسلمين مع وجود الحرمين الشريفين، الأمر الذي يجعلها في قائمة الدولة العربيّة الأكثر تاثيراً في العالم.
عبد اللاه يذهب في مقال له في صحيفة القدس العربي إلى أن أهم ما يمكن تلخيصه من مواقف المملكة في تاريخها السياسي؛ هو نفورها من مشاريع التغيير، ذاهباً إلى أن الرياض لا تمتلك ما يسمّيه ب”المشروع الحضاري العصري المتكامل”، وذلك على الصعيد المحلي والقومي.
عبد اللاه يتوقف عند ظاهرة انكفاء المملكة على سياساتها ذات النمط التقليدي، حيث الانطلاق اعتماداً على جملةٍ من المحددات الثابتة، ومنها الحفاظ على المَلَكية المطلقة، بوصفها حاكمية شرعية على مجتمع تقليدي محصَّن داخل سياج من النُظم والعادات المنغلقة والمتشددة، كما يقول الباحث اليمني الذي يضيف إلى ذلك اعتماد الرياض على حماية الولايات المتحدة والغرب لكيانها وتأمين حضورها الفاعل في الشرق الأوسط.
ويطلّ الكاتب على الجانب الاقتصادي والنفطي في المملكة، حيث إن احتياطي المملكة يشير إلى أنها ستبقى خلال هذا القرن لاعباً أساسياً في مجال الطاقة على المستوى الدولي. وفي حين يسود الاعتقاد بأن الولايات المتحدة تسير باتجاه تقليص اعتمادها على نفط المملكة؛ إلا أن الأخيرة ستظل مركزاً متقدماً لإمداد السوق العالمي بمصادر الطاقة.
وإزاء ذلك يتساءل عبد اللاه حول التوظيف الذي قدّمته المملكة لهذه الثورة في مجال خدمة العرب وقضاياهم. مضيفاً بأن الرياض قدّمت معونات مادية مختلفة ولأهداف متعددة، وبقدر متفاوت بين دولة وأخرى. وفي مقابل ذلك، فإن المملكة السعودية تُعتبر من أكبر دول العالم تصديراً لرؤوس الأموال إلى البنوك الغربية، كما أن لها أصولا في الخارج تُعدّ من أكبر الصناديق السيادية في العالم.
إلى ذلك، يتساءل عبد اللاه فيما كانت المملكة ودول الخليج يمكنها أن تعيش كجُزرٍ آمنة مترفة وسط محيط من الشعوب العربية التي تعاني من عُسْرَيْ الفقر والخوف، داعياً إلى إيجاد إسترتاتيجيات جديدة وشاملة تجاه المنطقة العربية.
وفي الوقت الذي يستبعد الكاتب وجود نوايا سعودية لإجراء مراجعة قريبة من هذا النوع، إلا أنه يؤكد أن عجلة التغيير ماضية، لاسيما مع التعليم النوعي الذي تلقاه الشباب السعودي في الغرب. إلا أن عبد اللاه يضع سؤالاً مفتوحاً: متى سيحدث هذا التغير؟