السعودية / رويترز – أكدت إيران أنها اختبرت نوعا جديدا من أجهزة الطرد المركزي قد يجعلها قادرة على تخصيب اليورانيوم بوتيرة أسرع لكنها رفضت تلميحات مركز بحثي أمريكي إلى أن الخطوة قد تشكل انتهاكا لاتفاق نووي أبرمته العام الماضي مع القوى العالمية.
ولم تذكر المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية «مرضية أفخم» أي إشارة إلى أن إيران أوقفت حقن غاز اليورانيوم الطبيعي في أجهزة الطرد المركزي التي يطلق عليها اسم «آي آر-5»، كانت واشنطن قالت يوم الإثنين إن طهران أوقفت هذا النشاط.
وقال «رضا نجفي» سفير إيران لدى «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» عندما سئل بشأن البيان الأمريكي إنه يتم إجراء اختبارات من وقت لآخر على أجهزة الطرد المركزي «آي آر-5»، وأضاف لـ«رويترز» في فيينا «لذلك فإنه في بعض الأحيان يتم تغذيتها وفي أحيان أخرى لا يتم ذلك»، مؤكدا «إذا كانوا يرغبون.. فيمكنهم اعتبار أنه توقف. لكنها عمليات أبحاث وتطوير عادية ونحن نفعل ذلك. نحن نواصل عمليات الأبحاث والتطوير».
وتؤكد هذه التصريحات مصاعب التفسير التي تواجه القوى التي تسعى إلى اتفاق مع إيران بحلول موعد انتهاء مهلة في 24 من نوفمبر/تشرين الثاني بشأن برنامج إيران النووي الذي يخشى الغرب أن يكون هدفه تطوير أسلحة نووية.
وتطوير إيران لأجهزة طرد مركزي متقدمة مسألة حساسة لأنها إذا نجحت في ذلك فقد يصبح بمقدورها إنتاج المادة المحتملة لقنبلة نووية بوتيرة أسرع بضع مرات من النموذج القديم لأجهزة الطرد المركزي الذي تستخدمه الآن، وتقول إيران إنها تنتج اليورانيوم المخصب فقط لتزويد محطات الطاقة بالوقود النووي.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن «أفخم قولها إن أجهزة «آي آر-5» ضمن الأجهزة العادية لهيئة الطاقة الذرية الإيرانية.
و«آي آر-5» هو واحد من عدة نماذج جديدة لأجهزة الطرد المركزي تسعى إيران الآن إلى تطويرها لتحل محل نموذج «آي آر-1» العتيق الذي يرجع إلى عقد السبعينات من القرن الماضي وتستخدمه الآن لإنتاج اليورانيوم المنقى.
وينص اتفاق العام الماضي بين طهران والقوى العالمية الست على أن طهران بإمكانها مواصلة «أنشطة البحث والتطوير الحالية» وهي صياغة تشير ضمنيا إلى أنها ينبغي ألا توسع تلك الأنشطة.
وبعد أن قال تقرير لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية» التابعة لـ«الأمم المتحدة» يوم الجمعة إن إيران تحقن أجهزة «آي آر-5» بغاز اليورانيوم على نحو متقطع قال معهد العلوم والأمن الدولي في الولايات المتحدة إن هذا ربما انتهك الاتفاق، وقالت «أفخم» إن هذه المزاعم هي «حرب نفسية».
ويقول خبراء أمريكيون آخرون إنهم لا يرون انتهاكا للاتفاق بين إيران والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا وبريطانيا والصين، ويهدف الاتفاق إلى كسب الوقت لإجراء المزيد من المحادثات للتوصل إلى اتفاق دائم قبل انتهاء مهلة 24 نوفمبر/تشرين الثاني.
على صعيد آخر لكن متصل، قالت إيران أمس الأربعاء إنها لم تسمح بدخول مسؤول بـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية» التابعة لـ«الأمم المتحدة» ضمن فريق يحقق في أنشطة طهران النووية بسبب جنسيته.
ورفض السفير الإيراني لدى الوكالة الدولية «رضا نجفي» الكشف عن جنسية المسؤول، لكن دبلوماسيين آخرين قالوا لـ«رويترز» إن الشخص الذي رفضت إيران دخوله خمس مرات هو أمريكي وخبير في الأسلحة النووية.
وقال «نجفي» لـ«رويترز»: «قررنا ألا نصدر تأشيرة دخول لموظف محدد يحمل جنسية معينة»مضيفا أنه لا شأن لذلك بتعاون إيران مع «الوكالة الدولية» وإنما «هذا بسبب الجنسية»، وأضاف أن من حق إيران أن تقرر من يسمح له بدخول أراضيها، وقال إن إيران منحت تأشيرات لأعضاء آخرين في الفريق الذي يسعى لإحراز تقدم في تحقيق تعثر لفترة طويلة يتعلق بأبحاث يشتبه أن لها صلة بإنتاج قنبلة ذرية.